بسم الله الرحمن الرحيم
الوَسْمِي عند العرب هو أول غيث يصيب الأرض بعد موتها مبشرا بخريف مُمرِع ماطر و رخاء طال انتظاره ، و مُحول قد ولى إلى غير رجعة .
يقول النابغة الذبياني :
مُفرَّد وحد جأب أطاع له /
نبات غيث من الوسمي مبكار .
ثم يليه الرِّبعي و يتوالى سيب ربك مدرارا فترى الودق يخرج من رُكام سُحبه و البرَدَ كأنه عقد جمان انفرط سلكه .
فترفل البلاد في ثوب أخضر قشيب ، بعدما اهتزت الأرض و ربت و أنبتت من كل زوج بهيج .
رزقت مرابيع النجوب و صابها /
ودق الرواعد جودها فرهامها
عندها تبدو مهامه الأمس و مفاوزه ، و كأنها عروس قد اتَّزرت من النبات بدرع و من الدوم و العضاهِ بمجول....
في مدينة كيفة طالما قعدنا لشَيْمِ سحابٍ خُلبٍ بارقُه ، يجود لنا بمور أرواحه ،و يبخل بودقه و أفراحه ، فطفقنا نتقاسم مع مارك بعض اتراحنا و نسامره في أوهن بيوته ، و لكم في مقال كتبته قبل أقل من أسبوع خير مثال .
غير أن الإعتراف بالجميل محمدة و نكرانه خطيئة و منقصة .
لقد أوضحت في مقالي قبل أسبوع زَيف الرِّي الذي أُشيع عن سكان مدينة كيفة و حلِّ مشكل العطش و توليه إلى غير رجعة .
أما و ها هي حنفيات " اقليق ول سلمَ " تنوء تحت ضغط مياه طال انتظارها و كأن لسان حال إحداها يقول رفقا " فقد حُملت ما لم اعودِ " ، و بعد الإطلاع على العهود و المواثيق في خطاب المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني أمام السواد الأعظم من ساكنة كيفة ، فقد ترجمنا كل ذلك على أنه عارض يتشكل ، و بشائر خير و أمل .
فالمطر أوله قطرة ، و رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، و عزيمة الرجال تهد الجبال ، و النية إن صلحت صلح العمل .
لذلك قررنا في حلف المساواة الذي مثلتُه في الإنتخابات البلدية الأخيرة ، دعم مرشح الإجماع الوطني بكل إمكاناتنا البشرية و المادية و اللوجستية ، لا لأننا نريد الحفاظ على مكتسبات العشرية ، و لا لمتابعة نهج سار عليه من سبقوه ، فمدينتنا ذاقت الأمَرَّين في عهد من سبقوه و من سبقوهم ...
لقدقررنا دعمه لأنه وحده من يملك الكفاءات و الإمكانات و الكاريزما و المركزية في دوائر صنع القرار حتى يُحْدِث طلاقا بائنا مع ماض لم يكن مسؤولا عن إخفاقاته ، كما لم يكن الأخ سيد محمد ولد ببكر - الذي أجِله و أحترمه - مسؤولا عن إخفاقات نظام لدينا عليه الكثيرَ من المآخذ .
#مع غزواني لغد أفضل