طالما طفق عزيز يصدح بالإصلاح،ويدعو له، ويلوح بالويل والثبور على الفساد وأوكاره وكان الإصلاح شعار حملته، ومن أفتك أسلحته ضد خصومه. فلما علا العرش،شرع يرسم خطاه ويخوض عراك الواقع،تقاذفته أغلبية لا ورع لها عن كيل المديح حتى لهناته، ومعارضة لا حياء لها عن كيل الشتم حتى لحسناته، ومواطن في حيرة منه.
الأغلبية: فالأغلبية خرساء عن خمسين مليون دولار اختفت، وصفقت لحرب على القاعدة التي اختلقت فوقعت، وهلهلت لصفقات مشبوهة كالصيد فأبرمت،وتغض الطرف عن محاباة في التعيين لذوي القربى، وتوزيع إذاعات وشاشات هاهي الآن قد حصلت، لسان حالها: عين الرضى عن كل عيب كليلة .
المعارضة: أما المعارضة فبها صمم عن نتائج الحوار ، وعمي عن إنشاء بعض الطرق،وزيادة طفيفة تذكر للقوة الشرائية للموظف، واكتتاب أئمة ، والقضاء على أغلب أحياء الصفيح، وأدنى حسنة وأهمها حرية التعبير، هي في عمه عن هذا وغفلة،لسان حالها يقول: عين السخط تبدي المساويا المواطن: وفي غمرة هذا صار المواطن في حيرة من أمره، فتارة يراه مصلحا، وتارة يراه مفسدا، وطورا آخر يراه لا له ولا عليه، أمرد من ريعان الإصلاح، وشيطان الفساد، كالذي ضاعت لحاه بين حان ومان.
فالمواطن لا يريد أكثر من برهان قاطع على شعاره،ولو كان بمفسدة مطلقة ، تصفق لها الموالاة وتمرح، وترتعد لها فرائص المعارضة وتترح، لسان حاله يقول : إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يراد الفتى كيما يضر أو ينفعا
وما ذاك على عزيز بعزيز !.
غالي ولد الصغير