ثلاثة أسابيع من التحضير المكثف والدعاية الإعلامية المدوية التي تنعت تدشين المحطة الكهربائية الجديدة وتوسعة الشبكة المائية بمدينة كيفه بالإنجاز التاريخي الذي سيغير حياة السكان، حيث قالت بنت مكناس في خطابها المثير حقا للشفقة "تتفجر اليوم ينابيع المياه سلسبيلا لتروي سهول وأودية لعصابه".
إلى خيمة التدشين تداعى المنتخبون والأطر والوجهاء لاستقبال الرئيس وتقديم آي التمجيد والإطراء.
مشى الرئيس الهوينى وسط الهتافات والتصفيق وقطع الشريط الرمزي إيذانا "بمياه بنت مكناس" التي ستملأ الآفاق ، ثم تقدم الرئيس شوطا وفعل ذات القطع عند محطة الكهرباء.
اعتلى الرئيس طائرته ولما تفارق عجلاتها أرضية المطار انقطع الماء وهو في سماء الولاية غابت الكهرباء.
في محطة "نكط" تبين أن زيارة الرئيس العاجلة أربكت المنفذون فتلفت قطع مهمة في الشبكة ولم تصل تلك المياه ؛وهناك تم التعتيم على الأسباب الحقيقية لتعثر تلك المياه.
صارت الكهرباء لا تشتعل ساعة حتى تطفأ في الساعة الموالية ولم تستطع المحطة الجديدة تحقيق إضافة في الجهد الواصل للمنازل فخربت معدات المواطنين وكبدتهم الكثير من الخسائر.
لا يمكن لأحد أن يصدق أن رئيس دولة يتنقل بنفسه لتدشين مثل هذه المشاريع التافهة، ولن يصدق أي كان أن يصمت ممثلو السكان وقواهم الحية عن مثل هذه المهازل الصارخة.