قال الصحفى والمدون البارز أبى ولد زيدان فى مقابلة خاصة مع موقع زهرة شنقيط إنه قرر دعم المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني لعوامل عديدة ليس اقلها تضحيته بنفسه في الثالث من اعسطس 2005 لإنقاذ موريتانيا بعد أن سدت كل الأفاق يومها، وكادت البلاد تضيع في مستنقع الصراعات القبلية والانقلابات الجزئية والعمل المدني المسلح.
وأضاف " هذا إضافة لنجاحه في الملفات التي أدارها بنسبة تسعة وتسعين في المائة، حيث وجد الجيش في وضعية من لا يملك سيارة يتتبع بها قوى الإرهاب التي أغارت عليه وأثخنت في أفراده العزل من كل سلاح في عملية لمغيطي، إلى جيش من أقوى جيوش المنطقة تسليحا وعتادا وتدريبا وكادرا بشريا.
وأضاف " صحيح أني حتى الأسبوع الأخير قبيل إعلان ترشحه كنت استبعد أن يتقدم للرئاسة لمعرفتي بزهده الشخصي في ذلك، ورغبته في التفرغ لحياته الخاصة بعد سنوات طويلة من الخدمة الدؤوبة لهذا الوطن على الثغور بعيدا عن الأضواء، ولكن الحمد لله أن هناك ما أقنعه أخيرا بضرورة تأجيل الاستقالة، فمازال الوطن بحاجة لبصماته من موقع قيادة الدولة خصوصا مع ظهور مرشحين آخرين يعملون مع دول جانبية لا تريد الاستقرار للبلد:
وهذا نص المقابلة :
زهرة شنقيط : لماذا قررتم دعم ولد الغزوانى؟
أبى ولد زيدان : قررت دعم المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني لعوامل عديدة ليس اقلها تضحيته بنفسه في الثالث من اعسطس 2005 لانقاذ موريتانيا بعد ان سدت كل الآفاق يومها، وكادت البلاد تضيع في مستنقع الصراعات القبلية والانقلابات الجزئية والعمل المدني المسلح، هذا اضافة لنجاحه في الملفات التي أدارها بنسبة تسعة وتسعين في المائة، حيث وجد الجيش في وضعية من لا يملك سيارة يتتبع بها قوى الإرهاب التي أغارت عليه واثخنت في أفراده العزل من كل سلاح في عملية لمغيطي، الى جيش من أقوى جيوش المنطقة تسليحا وعتادا وتدريبا وكادرا بشريا. صحيح أني حتى الأسبوع الأخير قبيل إعلان ترشحه كنت استبعد إن يتقدم للرئاسة لمعرفتي بزهده الشخصي في ذلك، ورغبته في التفرغ لحياته الخاصة بعد سنوات طويلة من الخدمة الدؤوبة لهذا الوطن على الثغور بعيدا عن الأضواء، ولكن الحمد لله أن هناك ما أقنعه أخيرا بضرورة تأجيل الاستقالة، فمازال الوطن بحاجة لبصماته من موقع قيادة الدولة خصوصا مع ظهور مرشحين اخرين يعملون مع دول اجنبية لا تريد الاستقرار للبلد، والرجل اكبر عارف بتلك التحديات ومخاطرها.
هذه الأسباب وغيرها، جعلتني انخرط في المشروع السياسي للرجل، بعد حديث خاص معه حول الخطوط العامة، وتعبيره لي عن رغبته بمشاركة الجميع معه للعبور بالبلاد من مطبات هذا الوضع الإقليمي والدولي الخاص إلى بر الأمان خصوصا مع فرصة التغيير الديمقراطي السلس الذي اتاحه هذا النظام لأول مرة.
زهرة شنقيط : حماسك الآن أخلال بواجب الحياد الإعلامي أم تحول نحو السياسية؟
أبى ولد زيدان : طيلة عشر سنوات، وضعت فيها حدا لمعارضتي لنظام معاوية ولد سيد احمد الطايع بعد الإطاحة به، تفرغت لعملي المهني وابتعدت عن الحقل السياسي لضرورات مهنية بحتة، أما وقد قررت الانخراط في المشروع السياسي للمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغرواني فقد استقلت من المهنة الصحافية وأعلنت ذاك على صفحتي الشخصية.
أنا الآن أمارس السياسة من خلال قناعاتي الشخصية، ولا اعتقد ان ماضي في الصحافة يمنعني من ذاك، مادمت انطلق من موقفي كرجل سياسة لا كرجل إعلام.
زهرة شنقيط : هل أنت مقتنع بإمكانية حدوث تغيير معه؟
أبى ولد زيدان : بالتأكيد التغيير سيحصل ولكن بشكل هادئ وسلس يحافظ على المنجز ويؤسس عليه ، للبحث عن الجديد وتحسين الواقع ، مع الالتزام بتصحيح الاختلالات التي حدثت هنا أو هناك خلال هذه العشرية الماضية.
لقد تم انجاز الكثير، وأسس لمشروع دولة متكامل، جاء الرجل الآن لاستمراره وتحصينه وإضافة الجديد عليه ومراجعة اختلالاته من زاوية نظر جديدة ربما لم تكن متاحة لمحمد ولد عبد العزيز الذي قدم ما لايمكن لأحد أن يقدمه وآن له أن يستريح، ليسلم الراية لابن هذا المشروع مكملا ومضيفا ومادا يده للآخرين للاتحاق بمشروع التغيير والبناء.
زهرة شنقيط : مرتاح لدعم عسكري سابق أم ظروف التحول الديمقراطى؟
أبى ولد زيدان : العسكري ليست صفة ثابتة، هي وظيفة تماما كما وظيفة الإداري المالي والصحافي وغيرها من الصفات التي تنتهي صفتها مع التقاعد أو الاعتزال هذا من جهة، ومن جهة أخرى شخصيا اعتقد أن المؤسسة العسكرية عندنا هي خير من ينجب رجال التخطيط والعقل والحكمة في ظل عجز المؤسسات الحزبية والمدنية عن ذاك على مر تاريخنا، لأسباب موضوعية. بالتالي أنا لا انظر لمحمد ولد الغزواني كعسكري، إنما كمدني بخلفية عسكرية تسمح له بما لا يمكن لأي شخص آخر من خارج هذه المؤسسة كالانضباط وحب العمل والتضحية للوطن واحترام رموزه وقوانينه والاستعداد للموت دونه وهذا الأهم.
التضاد بين العسكري والمدني هو دعاية تخص ظروفا دولية أخرى لا تخصنا، واستيرادها هو نوع من العمى الذي يصيب نخبنا للأسف غالبا فتعيش واقع المجتمعات الأخرى كأنه واقعها وتتناسى واقعها.
المؤسسة العسكرية عندنا هي أفضل المؤسسات وأكثرها تنظيما وفاعلية، والشأن السياسي في كل العالم تديره المؤسسات العسكرية تحت بند الأمن القومي، وتخرج هذه المؤسسات دوما خبراء في العلوم السياسية والقانون والاقتصاد والطب وكل التخصصات، والنظر إليها من زاوية الرؤية القديمة للجيش كجندي يحمل سلاحا في يده فقط، هو تخلف وعجز عن إدراك العصر وتطوراته، فالمؤسسات العسكرية في العالم تحولت إلي مؤسسات للتنمية ، وهو حال جيشنا الذي أعيدت هيكلته بما يضمن هذا الدور منذ سنوات .
زهرة شنقيط : كلمة لمن يسبونك على الفيس باستمرار ويسخرون منك؟
أبى ولد زيدان : من يسبوني في الفيس يؤكدون لي وللكل أن معركة الوعي في هذه البلاد طويلة ومازالت في بداياتها فقط، ولا بد في هذه المعركة من ثمن ، ادفعه عنا مرتاحا وبكل سرور.
حقا مؤلم أن يظهر أن من يطالبون بالديمقراطية وبدولة القانون هم من يرفضون الأخر ويهتكون عرضه لمجرد انه عبر عن راي مخالف لهم على صفحته الخاصة، ولكن في النهاية هو ثمن بسيط لما ينبغي أن ادفعه في سبيل معركة الحرية والديمقراطية ، معركة الوطن ككل.
وأنا مستعد لذاك وبراحة بال. وفي النهاية لا ترمى إلا الأشجار المثمرة.