بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا سيدي "الرئيس "
ربما يدفعك طموحك المشروع إلى كرسي الرئاسة ، وماستحيطك به عدسات التصوير من بروق وأضواء زاهية ، ربما سيدفعك ذلك كله وغيره مما لانريد ذكره هنا ، إلى أن تطلق وعودا سخية في اتجاه شعب محتاج قد يصدقك فيما تقوله من كلام تزينه البلاغة وتحسنه العبارة وترسم ملامحه الحاجة المحسوسة .
إلا أننا نذكر بعضا من السادة المرشحين بأنهم يعلمون علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين ، أنه لايوجد من الشبابيك لصرف المال العمومي إلا شباك واحد وهو الخزينة العامة للدولة التي تصطف أمامها طوابير طويلة من الأولويات المطلقة والملحة وفي صدارتها الأمن بمدخلاته ومخرجاته والتعليم ولوازمه ماظهر منها وما بطن والصحة وأنات مرضاها التي تتأرشف يوميا في ممرات الحالات المستعجلة والعطش الدائم وما يتكدس أمام ينابيع المياه من أوعية تتفاوت في أحجامها وتتنوع في وسائل نقلها ...
هذه الأولويات وغيرها كثير لا تمكن تلبيتها إلا بوسائل مادية ومالية وبشرية تتناسب طرديا معها وهذا غير متوفر بكفاية وكفاءة في الزمن المنظور كما يعلم الجميع .
لذا كان الأولى ثم الأولى أن نكون واقعيين في وعودنا وصادقين مع شعبنا فمالعيب في ذلك ؟؟
إن الخطاب التاريخي الذي ألقاه المرشح : محمد ولد الشيخ محمد أحمد في انواكشوط في مطلع شهر مارس الماضي كان جامعا لموريتانيا وواقعيا في طرحه ومحفزا لجميع الطاقات كفاعلة ومستفيدة عبر فضاء من الحرية المسؤولة . ومذكرا بأن بناء الدولة بناء لاينتهي أبدا .
لقد كان ذلك الخطاب عبارة عن خارطة طريق واقعية يعلم صاحبها معنى الوعد والعهد متافديا الدخول في واحة الأحلام الخادعة التي ستظهر يوما ما بأنها كانت مجرد سراب يتلاشى عبر صحراء متمردة على غير الحقيقة والواقعية . وبالتالي فإننا نرى أنه قد يكون من الصواب الاقتصاد في الوعود ، والسخاء في الانجازات ،وليس السخاء في الوعود والشح في الوفاء بالالتزامات كما هو مشاهد في كثير من بقاع العالم .
فلنجعل إذن شارع الوعود أقل ازدحاما وحديقة الإنجازات أكثر غنى وأجمل منظرا .
ومعذرة إذا كنا قد أطلنا وعفوا إذا كنا قد قصرنا فالخير أردنا والعلم كل العلم عند الله .
اسماعيل اياهي