ترابط عدد من نسوة حي أهل الجيلاني بكنكوصه 2 عند الحنفية الوحيدة بالقرية بغية الحصول على ما تسد به رمق الصغار في مشهد متكرر يسرق منهن الوقت والجهد وحتى الأمل …. ورغم شح المياه الذي تعكسه تصريحاتهن وتعابير وجوههن الصادقة حيث يستغرق الحصول على ملأ قنينة بسعة 5 لتر قرابة الساعة من الزمان بنظام القطرة القطرة ـ كما تصفه إحدى المتحدثات ـ إلا أنهن يبقين محظوظات بالحصول على مياه صالحة للشرب مقارنة بحال العشرات من سكان الحي و أحياء أخرى اضطرهم الحال إلى حفر آبار ترابية على ضفة البحيرة بعد أن أعيتهم أي حيلة أخرى للحصول على عصب الحياة.
روايات السكان هنا تعكس حجم المأساة فمياه الشبكة هجرت حنفياتهم منذ أشهر وجميع طلباتهم ومناشداتهم باءت بالفشل كما عادت قوافلهم للضغط على الجهات الرسمية بخفي حنين ـ حتى الآن على الأقل ـ.
يقول المرابطون على البحيرة إنهم يبذلون جهدا مضاعفا نتيجة الصيانة الدائمة للحفر وتنظيفها من فضلات الحيوانات التي تشترك معهم مصدر الشرب في ظل انحسار مستوى مياه البحيرة وهو ما يعرض الحيوانات للوحل إن حاولت الشرب منها ما يجعل حفرهم الصغيرة ملاذها الأكثر أمنا.
تقرير كنكوضه اليوم