غضبنا للوطن حين عم الفساد واستفحلت الزبونية وامتﻷت اﻷرجاء بالخراب والدمار ... ، حينها صدحت الحناجر وارتفعت اصوات الرفض والشجب للسياسات المنحرفة .... ، وغضبنا له حين انفرد الحاكم بالسلطة المغصوبة وكمم اﻷفواه وصادر الحقوق وانتهج الظلم والتحكم واﻹستبداد.... ؛ عارضنا المسار الخاطئ والغش والغبن واللصوصية الفاحشة .
غضبنا للقيم حين نخرنا السوس ، وتم النكوص واﻹرتداد عن الفضائل... ، و تراجعت اﻷخﻻق وسيطرت الثقافة المادية بكل سوءاتها وتمظهرات الخسة والنذالة .... ، و حين غابت الشفافية واغتيل العدل وصلبت النزاهة . وغضبنا لما تفشى الكذب في ساستنا .. وتصدع جدار القيم وانهارت اﻷخﻻق ...
غضبنا لله حين ﻻحت في سمائنا بروق الشك والتشكيك فيما علم من الدين بالضرورة ... ، وحين و تطاولت أقﻻم سخيفة وبائسة على مقام النبوة السامق .. بعد ان دشنت الطريق بإساءاتها البذيئة على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ... ، وغضبنا لتدنيس المصحف الشريف .
غضبنا للهوية حين سلخنا من اطارنا الحضاري ، وتم مسخ الثقافة واللسان ، و حين اجتث النخيل من أصوله ، وعقرت اﻹبل في مرابضها .
غضبنا حين تم أنتهاك الدستور
غضبنا حين تم تدنيس العلم ونشيد
غضبنا للذاكرة الوطنية حين شاهدنا جﻻد اﻷمس و سارقه وبائع الوطن يتزاحمون في مسيرات التنديد والرفض لتلك الممارسات ، يمثلون برداءة و يلعبون بغباء وجنوح ، وغضبنا لموت الحياء حين هبت المعارضة لتصنع ما تشاء ، المعارضة و الرفض واﻷفكار الثورية على الشاشة و تحت الطاولة وخلف الجدران ضغط على الحاكم و تسول و مساومات ،
غضبنا للذوق العام حين شاهدنا تهافت نخب المواﻻة على التسبيح باسم الحاكم ومباراتهم في التزلف الكريه والنفاق المجنون ، وانسياق ابواق المعارضة في التصامم والرفض لكل شيئ ، وهرولتهم فقط خلف امجادهم المسلوبة ، وثأرهم المطلوب ، و حنين مفسديهم الى مرابع السلب والنهب ،و عهد السيبة والفوضى .
غضبنا للحق حين شاهدنا الأكاذيب تولد وتنموا وتكبر وتكتب لها الحياة ، وأبصرنا الحق مصلوبا ضائعا ، يدوسه اﻹفك ويطمره البهتان ، غضبنا وغضبنا ، وأحشاؤنا مﻵ بالغضب ، و ارضنا حبلى بالغضب ؛ وسماؤنا تمطر الغضب ، قدرنا أن يتكاثر الغضب ، وأن نتداوى بالغضب ، غضبنا وطال الغضب ، والغضب الساكن فينا سينفجر،
وسيبقي يوم 25 فبراير يوم للغضب
سنغضب ونغضب ، فهو طريقة تعبير ، ووسيلة تغيير .
الكاتب والمناضل مصطفى يحي باب