أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” مساء امس تحذيرا من “خطر مدمر” للأمن الغذائي فى دول إفريقية وآسيوية.
وأكدت المنظمة أن أسراب الجراد انتشرت على نطاق واسع و بسرعة شديدة على منطاق تمتد فوق دول إفريقية و على طول جانبي البحر الأحمر.
متحدث باسم المنظمة، أكد أن الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة إلى أن يصبح الموقف تحت السيطرة قبل بدء التكاثر الصيفي، موضحا أن اتساع التفشي الحالي يعتمد على عاملين رئيسيين وهما المكافحة الفعالة، وإجراءات المراقبة في مناطق تكاثر الجراد.
وتستطيع أسراب الجراد، وفقا لـ”الفاو” الطيران لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا في اتجاه الريح، وبوسع الحشرات البالغة تناول طعام طازج كل يوم يوازي وزنها تقريبا.
ويستهلك سرب صغير للغاية في اليوم الواحد ما يكفي لإطعام 35 ألف شخص مما يشكل تهديدا مدمرا للمحاصيل والأمن الغذائي.
وحسب وكالة ـ”رويترز” فإن آخر انتشار كبير للجراد الصحراوي وقع في الفترة بين عامي 2003 و2005، عندما واجه أكثر من 29 مليون هكتار تهديدات في غرب وشمال غرب أفريقيا بتكلفة بلغت نحو 750 مليون دولار شملت مساعدات غذائية.
لذلك يعتبر الجراد من الحشرات شديدة الخطورة، لأنه يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، فالجرادة الواحدة تأكل 1,5-4 جرام – والكيلومتر المربع منه يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل.
أما عن الطريقة والكيفيةالتى بها تتم مكافحة أسراب الجراد يوضح الخبراء ، أن ينبغى معرفة أولا أن هذه الحشرات تنقسم إلى طورين، الأول فردي ولا يشكل خطرا على المحاصيل والمزروعات، لأنه يكون في حالة سكون، أما الثاني فيكون طور التجمع بأعداد مهولة تتجاوز2000 حشرة بالهكتار، وتبدأ أسرابه في عمليات الغزو التيتحدث ضررا جسيما في عدة بلدان في وقت واحد.
وحسب اولئك تكون مكافحة الجراد عن طريق استهداف من تكوين تجمعات الحشرات من البداية، وذلك عن طريق المكافحة بمراقبة مناطق التكاثر بالتحديد في شمال السودان ودلتا نهر النيجر والجزيرة العربية وجنوب الصحراء الأفريقية في موريتانيا مالي وغيرها، ومن ثم لايستطيع الانتقال أو الطيران باستخدام أجنحته لمسافات طويلة.
أما الجراد الصحراوي المهاجر في أسراب بلونه الأحمر، خلال فترة النمو حتي يصل للأحمر القاتم أو البني ثم يتحول للأصفر في فترة البلوغ ويكون لونه مائل للأخضر، ويبلغ طول الذكر نحو7 سم وتزيد الأنثي لتصل لنحو9 سم، وتحملها الرياح الشددية على عبور الحواجز الجبلية، فيمكن مكافحتها بشكل فعال ووقف هجماتها بمنع رحلات الغزو في فترات السكون عند الطور الانفرادي.
وتعتمد استراتيجية المكافحة الوقائية للجراد على 3 مراحل، الأولى هي مراقبة مناطق التكاثر والتجمع المحتملة عن طريق بيانات الأرصاد الجوية والاستشعار عن بعد من الأقمار الصناعية، والثانية بتنظيم عمليات المسح الجوي والأرضي في المناطق التي أصبحت مناسبة لنمو وتكاثر الجراد عقب هطول الأمطار الغزيرة.
وتتمثل المرحلة الثالثة في مكافحة جميع تجمعات الجراد الرحال الذي يتجاوز عددها الحد الحرج من500 ـ2000 جرادة في الفدان وبصورة أساسية في المناطق الجغرافية المعروفة التي تشكل بؤر تجمع للجراد .