نظمت التلفزة الموريتانية مساء الاثنين حوار كان من انحج حوارتها النادرة بين الاغلبية و المعارضة و ذلك لنقاش الوضعية الاقتصادية .
اول ملاحظة يمكن الخروج بها من هذا الحوار هو ما سبق ان تكهن به البعض من انه لم يعد هناك من مكان في الخريطة السياسية للبلد لما يسمي المعارضة المحاورة فهي مغيبة من نقاش مشاكل البلاد علي الاقل الاقتصادية في التلفزة الموريتانية و كأن ما يهم الان هو معرفة اراء المعارضة "الناطحة" و الاغلبية ( النسخصة الاصلية ).
ثاني ملاحظة يمكن ان يخرج بها المتتبع للحوار الذي جمع كل من النائب سيد احمد ولد احمد و الدكتور عبد الرحمن ولد القاظي ممثلين للاغلبية و النائب السالك ولد سيد محمود و النائب يعقوب ولد امين ممثلين للمعارضة هو نوعية االنقاش و درجة الاحترام و المسؤولية التي طبعت اغلب مراحله فممثلوا الاغلبية حافظوا علي درجة كبيرة من المسؤولية حتي في مواجهة ضربات و هجمات كانت شرسة في اغلبها من طرف نواب المعارضة .
لقد حافظ النائب سيد احمد ولد احمد علي هدوء اعصابه علي غير العادة و كان اكثر مسؤولية من اي وقت مضي .
حتي ان المحاور الثاني من الاغلبية لم يكن بنفس الطريقة من المحافظة علي الاعصاب و حاول مرات زجر نواب المعارضة خاصة النائب المشاكس السالك ولد سيد محمود كما لو انه يتعامل مع احد تلامذته في الجامعة و هو ما لم ينجح فيه ذلك ان السالك كان خلال هذا الحوار في ثوب مريح و علي مقاس الدكتور القاظي ان لم يكن اكبر منه .
نواب المعارضة حضروا الحوار اكثر من ممثلي الاغلبية و ظهر ذلك واضحا في نوعية و دقة الاتهامات و الادلة المقدمة , بينما بقي ممثلوا الاغلبية اغلب الوقت مركزين علي العموميات خاصة النائب سيد احمد ولد احمد الذي طالب مع بداية الحوار بترك السياسة جانيا و التركيز علي الامور الاقتصادية و مع ذلك فقد كانت مداخلاته الابعد عن الاقتصاد و الاقرب الي السياسة و لغتها الخشبية .
المحاور عبد الرحمن ولد القاظي كان اقرب المتدخلين تناولا للموضوع من الناحية الاقتصادية و ابعد المتدخلين من السياسة في اغلب الوقت رغم بعض المحاولات التي اراد من خلالها ان يظهر انه سياسي قبل ان يكون اقتصادي .
هناك نقاط كانت مهمة و تمت اثارتها من طرف نواب المعارضة و تهرب ممثلوا الاغلبية من الاجابة عليها كتصريح الرئيس بمتلكاته علي سبيل المثال .
هناك ملفات عرضها كل طرف لتحسب له و مع ذلك كانت اثارتها كاريثية عليه كحديث ممثلوا الاغلبية عن تقارير صندوق النقد الدولي و مظمة الشفافية العالمية حيث قام النائب السالك و النائب يعقوب بتحويل محتواهما الي سلبيات تحسب عي النظام بدل ان تكون لصالحة فقد وضحت قراءة ما بين السطور في تقرير صندوق النقد الدولي ان موريتانيا تعيش مشاكل حقيقية خلال الفترة الاخيرة و كان حديث ولد امين واضحا و مقنعا في الرد علي ان موريتانيا كسبت 20نقطة في ترتيب منظمة الشفافية الدولية و هو ما اوضح انه يشكل مغالطة كبيرة حيث ان ترتيب موريتانيا في كان عند انقلاب ولد عبد العزيز هو 121 و تراجعت موريتانيا كثيرا خلال فترة حكم عزيز قبل ان تعود في التقرير الاخير الي مرتبة 123 و هو ما يشكل في الحقيقة تراجعا بدل ان يكون تقدم .
كما ان اعطاء ولد سيد محمود لامثلة محددة من الفساد القائم حسب المعارضة لم يجب عليه ممثلوا الاغلبية بشكل صريح .
و بخصوص ادارة الحوار فقد كانت جيدة علي العموم رغم بعض التموقع الخارج عن الارادة للصحفي المتميز تقي الله ولد الادهم الذي نسي مرة علي الاقل انه مدير للحوار بدل ان يكون احد اطرفه عندما قاطع احد نواب المعارضة ليقول له ان قطاع المعادن كان يشغل عدد من العمال و ان ذلك العدد تضاعف مع وصول النظام الحالي و ظهر ذلك في انه خلال الحلقة لم يقاطع مرة واحدة ممثلي الاغلبية بينما كثرت مقاطعاته الدبلوماسية للمعارضين , كما كانت الرسائل التي تصل عبر الجهاز الموضوع باذن تقي الله واضحة و كمثال لذلك عودة تقي الله الي النائب السالك ليجيبه علي تغيب المعارضة من برامج التلفزة الموريتانية حيث وصلت الرسالة باللاسلكي لتقي الله بمعلومات لم يكن يذكرها من قبيل ان اخر من حضر من المعارضة كان هو حزب تواصل .
و كخلاصة فقد كان حوار التلفزة الموريتانية بمثابة جلسة مصارحة بين طرفي اللعبة السياسية في موريتانيا و كان المستوي علي حد كبير من المسؤولية و الاحترام .
الطواري