بيان مشترك للتكتل وايناد، حول مسيرة النظام الفضولية
رغم ما أحيطت به من ضجة إعلامية وهالة سياسية، وما واكبها من استخدام سافر لموارد الدولة البشرية منها والمادية، إلزام الموظفين العموميين ووكلاء الدولة لحضورها تحت طائلة العقوبات التأديبية، استنفار أفراد الجيش وقوات الأمن للمشاركة فيها وهم في زيّ مدني، وحمل أرباب العمل على إحضار عمالهم ، تسخير وسائل الدولة المالية لنشاط حزبي طائفي.
ورغم دعوة النظام للأحزاب السياسية الموالية له ولمنظمات المجتمع المدني ولكل من يدور في فلكه، أو هو مضطر لخطب ودّه من وجهاء وأئمة ومشايخ، وكل من يشتري منه الأمان الضريبي والإداري بإظهار الولاء له...
رغم كل هذا فشلت مسيرة النظام فشلا ذريعا :
فعلى الصعيد التنظيمي تهاوت المنصة المعدة لتقديم الخطاب المتوج للمسيرة، مما يؤكد مدى الارتجالية وسوء التنظيم وعدم الجدية حتى في المسائل الجزئية. اقتصر الحضور من حيث الأساس على موظفي الدولة ووكلائها وبعض من أفراد الجيش وقوات الأمن وعمال المؤسسات الخصوصية ممن أجبرهم أرباب عملهم على الحضور، حتى لا يمنعوا أي أرباب العمل من الولوج إلى الصفقات العمومية، أو لا يتعرضوا لتصحيح ضريبي ظالم كما هو دأب النظام وديدنه في التعامل معهم؛ جاء الخطاب مقتضبا هزيلا ومرتبكا، وفاقد العلاقة مع الغرض الذي أعطي تكلفا للمسيرة، فقد اكتفى محمد ولد عبد العزيز - بعد الثناء على نفسه وتمجيدها وحمدها- بحث الطبقات المهمشة على التعليم، و"بشّر" بمستقبل واعد للبلاد، وأنذر باتخاذ إجراءات صارمة ضد من سماهم المجرمين السياسيين ودعاة الفتنة؛ هل نسي ولد عبد العزيز فشل نظامه التعليمي، حيث لا تبلغ نسبة الناجحين في الباكالوريا 12% في أحسن الأحوال ؟ وهل نسي أن المتبقي من مباني المدارس العمومية ـ مما لم يتم الاستيلاء عليه من طرفه هو وبطانته ـ متهالك ومهجور إلا من طرف أبناء الفقراء والشرائح المهمشة، الذين لا يجدون حيلة أو بدا عنها ؟ هل لا يتذكر أن المعلم والأستاذ لم يلقيا منه عناية تذكر، مادية كانت أو معنوية تكون حافزا لهما وتشجيعا للقيام بمهمتهما النبيلة ؟. بجرأة تحدث ولد عبد العزيز أمام الناس عن التعليم وأهميته دون أن يتذكر حالة آلاف الشباب من حملة الشهادات العاطلين عن العمل، الذين ألجأتهم البطالة الكثير منهم إلى الهجرة، أو مزاولة مهن متواضعة محدودة الدخل، لا صلة لها بما تلقوه من تكوين. أما البشارة بالمستقبل الواعد، فلعلها مجرد تمنّ من ولد عبد العزيز بالبقاء في السلطة، طبقا لما ينظم له تجمعات ومسيرات ومبادرات هزلية كمسيرة اليوم، وهنا نذكره بالمثل الشعبي القائل " شي ما أنجبر في أول الكصعه ما ينجبر فاعكابه". أما نذيره وتوعده لمن ينالون في خطابهم من اللحمة الوطنية ووحدة البلاد، فالأجدر به أن يبدأ بنفسه وأقرب المقربين إليه، فهو لم يتوانى أن يسخر من تكاثر شريحة لحراطين الذي اعتبره مردّ ما يعانونه من غبن وتهميش ظالم، مستبدلا اليوم ذلك السبب وتلك العلة بضعف التمدرس لديهم ! وقد حذا رئيس الجمعية الوطنية حذوه فتطاول علنا على مشايخ البلاد وأجلائها حتى من قضوا نحبهم منهم وتحامل علنا على أهالينا في المناطق الشرقية عموما ودون تردد، ومنّ عليهم أن من بينهم موظفون وضباط سامون آخذا عليهم أن البعض منهم تردد في المطالبة بمأمورية ثالثة ! وتحت يافطة المقاومة وتمجيدها، لا يتردد أنصار النظام ومقربيه في الهجوم الضمني أو الصريح على جهات وشرائح كبيرة من الشعب الموريتاني، ونعتها بالتمالئ مع المستعمر، وذلك عبر وسائل الإعلام الرسمية. وتأسيسا على ما سبق، فإننا في تكتل القوى الديمقراطية والتناوب الديمقراطي (ايناد) :
ندين بشدة توظيف موارد الدولة وسلطانها لأغراض فضولية غامضة، لا تخدم إلا نزوات شخصية ومآرب لم يفصح عنها؛ نرفض هذا الأسلوب المبطن من إثارة للفتنة والشحناء تحت قناع مكافحة الكراهية؛ نذكر النظام بأن الوحدة الوطنية والانسجام بين كافة مكونات الشعب وشرائحه، لن يكون إلا بانتهاج العدل عملا ومبتغى، وبناء نظام تعليم جاد ونظام صحة فعال، وتأسيس إدارة وقضاء يعملان بالعدل والحياد، وجيش وهيئات أمن جمهورية حقا تساوي بين أفرادها في الحظوظ والامتيازات حسب معايير موضوعية، إضافة إلى مساواة الفاعلين الاقتصاديين في الولوج إلى الصفقات العمومية وتحميلهم الضرائب بموضوعية خارج الحسابات السياسية أو الشخصية وعدم حملهم على التوقف عن العمل وحملهم قسرا على الهجرة .
نواكشوط، الخميس 4 جمادى الأول 1440 الموافق 10 يناير 2019
تكتل القوى الديمقراطية
التناوب الديمقراطي (ايناد)