العلاقات بين من يسميه البعض البيظان و لحراطين جيدة،و ما يروج له بعض دعاة ايرا لا يتجاوز حيزهم،و ما يخوف منه النظام نخاف أن يلبسوه بمأموريتهم الثالثة ،و أغراضهم الخاصة .
و الحقيقة أن لحراطين يحبون البيظان و يقدرنوهم و العكس صحيح ،و المصالح و مختلف الأواصر ،تفرض ذلك .
و إذا كان هناك أفراد سفهاء ،من هنا أو هناك،فإن الأغلبية و السواد الأعظم ،لا شغل له، إلا مصالحه و الصلاة فى المساجد و شتى صنوف الخير،و من قبل قال الإمام بداه ولد بوصيرى ،رحمه الله ،لكل قوم سفهاء . .
و من أراد أن يختبر هذا التعاضد ،فليدخل فى المجالس المختلطة ،فلا يمكن أن تلحظ، إلا المودة و المحبة و الصلات الايجابية،لله الحمد . يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ".
إننا مدعوون للحرص على صنوف أوجه ترسيخ و تعزيز أواصر الأخوة، بين جميع مكونات المجتمع ،دون استثناء، ،و ما سوى ذلك لا خير فيه،دنيا و لا آخرة .
أما ركوب زيد أو عمرو ،لقضية الوحدة و اللحمة الوطنية ،فذلك أمر مكشوف و مسيس و مغرض ، و لا يزيد صلتنا و لا قوة نسيجنا الاجتماعي ، فما كان لله،بقي و اتصل،و ما كان لغيره،ذهب و انفصل .
هذا الضجيج تخويفا، من الحرب الأهلية ،فى أغلبه، ركوب لموجة الاسترقاق المتجاوزة،و من وجه آخر،تحرك النظام للعطف على الوحدة الوطنية -المشوب المسيس ربما- لا يبدو محصنا من التوظيف و الاستهلاك، لصالح أجندة ،غير بعيدة بوجه خاص،من الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى يونيو ٢٠١٩ .
البارحة على قناة الساحل، يتهم النقابي السامورى ولد بي، الدولة و الرئيس باستهدف مكون لحراطين ،و يشبه موريتانيا برواندا ،قبل الحرب الأهلية، و جنوب افريقيا ،إبان نظام الفصل العنصري"لابرتايد" ،مدعيا وجود مدارس خاصة بالبيض فى موريتانيا.
كلنا يعرف الواقع المختلط فى موريتانيا،البعيد من هذه الادعاءات المتعسفة الخطيرة،التى لا محرك لها، إلا العقد المرضية و طموح سيطرة البعض على حساب البعض الآخر.و لعل الاحتكام لمفهوم المواطنة الجامع المانع ،و أن لا لفضل لأحد على أحد ،إلا بالتقوى ،هو صمام الأمان الوحيد، لتكريس الوشيجة الاجتماعية الوطنية ،الايجابية المعطاء ،بإذن الله .