انتهت زراعة الخضروات بمجمل البلدات التابعة لمقاطعة كيفه التي اشتهرت بهذا النشاط الهام، وذلك بسبب شح مياه الري بعد أن نضبت الآبار بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة.
سلة غذاء مدينة كيفه: أم اشكاك، بلمطار ، احسي البكاي، اتيقيدون، وغير ذلك من الأماكن لم يعد بوسع المزارعين بها القيام بأي زراعة وتحولوا إلى عاطلين عن العمل وفتحوا حقولهم أمام المواشي والحيوانات السائبة وأسدل الستار على ذلك التاريخ الجميل.
الخضروات المعروضة في سوق مدينة كيفه في أغلبها تأتي من المغرب بعد رحلة طويلة تجعلها عديمة الطعم والرائحة، فضلا عن كونها لا تزرع بالشكل الطبيعي كما نفعل هنا وهو ما يُحتمل أن يجر الأمراض.
وإن المفارقة العجيبة في هذا الصدد هي أن قطاع الزراعة لا يقدم أي شيء في مجال خلق المياه للمزارعين ويشترط لتقديم المساعدة أن تكون لدى المتقدم لذلك مصادر كافية لمياه الري.
لا توجد دولة في العالم تفصل بين قطاعات الزراعة والمياه غير موريتانيا التي يرسم سياستها في جميع المناحي قوم لا يتحلون بالحد الأدنى من المسؤولية ولا يهمهم غير نهب موارد الشعب والتآمر عليه والضحك من آهات جوعاه.