لم أشارك فى حملة ترويج الهاشتاك #ذنبي_اني_معلم لأن منطلقاتها لم تلمس الوجع – حسب وجهة نظري – وتحديد المنطلقات شرط لبلوغ الأهداف .
يتحدثون عن الحجرات الدراسية وتأخر العلاوات ، ومنح البطاقة المهنية ، والزي المدرسي وتدني المستويات ؛ وان بجزء يسير من اهمتماماتهم .
انا تخرجت معلما عام 1991 ، وأستعد الآن بعد سبعة وعشرين عاما من التضحية وعذابات الانتماء للقطاع أن اعمل مدرسا تحت لهيب الشمس ووهج الرياح فى أدغال گيدى ماغا والحوضين وتگانت ، بل وفى منطقة تورين وسبخة ام اضروس التلية والگبلية وكل اماكن الخطر ، بمنتهى التفاني والاخلاص ، وبكل اريحية وسرور بشرط وحيد هو اسهل الشروط على قطاع يقولون ان ما يقرب من ثلث ميزانية الدولة يمنح له وحده .
تريدون اصلاح التعليم ونهضته من الكبوة ؟
تريدون تعليما نوعيا ، يستجيب لمتطلبات سوق العمل ، ويعتبر عملية التعلم ممارسة وليست دروسا تلقينية مملة ، تفتقد كل عناصر التشويق ؟
تريدون القضاء على مؤسسات التعليم الحر التى تعتبرونها مجرد حوانيت للتجهيل وأكل اموال الناس بالباطل ؟ تريدون نمو كافة القطاعات واصلاحها عن طريق اصلاح التعليم ؟
لا أريد أنا وأمثالي العمل فى مدرسة بقلب العاصمة بنيانها مرصوص مطلي بماء الذهب ، ابوابها من الرخام المطلي بماء الياقوت والمرجان ، حجراتها تذكر بما يذكر عن جنان ارم ذات العماد ، تلامذتها خلقوا نجباء يفهمون الدرس بمجرد النظر الى استاذهم ؟
لا نريد زيا وان كان من اللؤلؤ له اريج الخزامى ، ولمعان الثريا ، ولين حرير دول النمور ..
لا نريد تنظيم منتديات او ملتقيات تكوينية ، ولا منح علاوات زائدة على رواتبنا ؟
فقط نريد شيئا وحيدا سهلا جدا على ميزانية بهذا الحجم :
بمجرد منح رواتب تزيد وتنقص حسب البعد والقرب من المرافق الحيوية ، تمكن من سداد الديون المتراكمة بسبب البؤس الذى كان رفيقا لنا منذ ولوج العمل فى قطاع حيوي بائس ، وتساعد على توفير الراحة النفسية لنا وقت أداء مهامنا التى يكفيها شرفا ان الأنبياء والرسل بعثوا من اجلها ، وفى مقدمتهم سيد خلق الله عليه افضل الصلاة والسلام .. ينهض القطاع خفاق الراية ، ضامنا الغد المشرق لكل ساكنة البلد.
اذا لبيتم الطلب طبقوا مبدأ العقوبة والمكافأة وانتظروا النتيجة نهاية العام 2019 ، وما بعده والا فاخرسوا ودعونا لعذاباتنا ، كل يحاول ان يعوض نواقصه – وما اكثرها – بما تبقى من وقت مهزلتكم التى تسمونها قطاع التعليم العمومي والتى ما مثلها من :
#مهزلة
عُبيداً أجريفين