على بحيرة سطحية، ووسط فوهة مخزون مائي عذب، و بتعداد ديموغرافي هو أقل ما يمكن أن يطلق عليه “مدينة”. تقع “كنكوصه” التي تكتب اليوم -وعلى مدى سنوات- قفها الألف من كتاب “مأساة العطش” المتواصلة والمتفاقمة.
مأساة تحولت في أشهرها الأخيرة من حيز الجزئية إلى فضاء العموم ومن مستوى التناوب إلى واقع التأبيد دون أن يجد المواطن البسيط من يضع له مرة هامشا لشرح مقنع يساعد في فهم الخلل أو وعد موثوق يبيب عليه ليله قبل استئناف رحلة البحث المضنية عن عصب حياة تشبث بها المحروم من خدمات الصحة والتعليم (باستثناء حالم لا يخرم القاعدة بوجه).
حوالي 1000 مشترك فقط في شبكة تعتمد قدرتها المائية على ثلاثة آبار رئسية توفر ما مجموعة 22 متر مكعب في الساعة كما تعتمد نظاما للتوزيع بالتناوب بين الأحياء وهو ما يجعل أربع ساعات فقط من الضخ المتواصل بعد امتلاء الخزان كاف لحصول كل أسرة على برميل (200 لتر) من الماء إذا أخذنا بعين الاعتبار استفادة 400 أسرة يومية من خدمة مخصصة في أغلب حالها للشرب مع وجود بحيرة تكفي مؤونة الغسيل والبناء وشرب الماشية.
يكتفي المسؤولون عن الشركة عند كل استفسار بالتأكيد على عدم وجود أي خلل في التوصيل ولا نظام التشغيل ويحاولون مع كل شكوى الوقوف على حالة صاحبها و محاولة تغيير وضعية التوصيلات و التأكد من سلامتها – دون جدوى -.
هي إذن مأساة حقيقية و مظاهر سير حثيث نحو الكارثة تعيشها ساكنة مدينة كنكوصه نتيجة عطش جعلهم مضرب مثل مشهور بتصرف يسير “جاور الماء تعطش” (بضم التاء وفتح العين و تشديد الطاء).
كنكوصه اليوم