في الجهة الشمالية من سوق كيفه المركزي يقع سوق الصناعة التقليدية المعروف بسوق النساء والذي يوصف محليا بأنه من أقدم أجنحة السوق وأكثرها حيوية تجارية حيث تأسست في أوائل القرن الماضي وكان حجر الزاوية والنواة الأولى للنشاطات التجارية داخل ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة نواكشوط بل في ولاية لعصابة عامة. مبان متهالكة... وعلى الرغم من مرور قرن كامل على هذا السوق العتيق إلا أنه ما يزال يصارع الزمن بمبانيه المتهالكة التي شيدت بطريقة بدائية لم تخضع لمعايير السلامة العمرانية، إذ لا يمكن إسعاف من بداخله في حال تعرضه لحريق أو كارثة إنسانية بسبب ضيق أزقته التي تقف عائقا أمام سيارات الاطفاء والإسعاف وتجعل المتسوقين في اكتظاظ واختناق شديدين.
واقع مزري...
تقول التاجرة السيدة آمنة بنت النانه البالغة من العمر 70 سنة إنها تعمل في السوق منذ عقود من الزمن ولم تلاحظ أي تطوير ولا ترميم عمراني طرأ على مبانيه وهو ما أصبح يشكل خطرا كبيرا على حياة الناس، وحين يأتي موسم الخريف وتتهاطل الأمطار يصبح السوق في حالة لا تطاق، مع العلم أن البلدية كما تقول تثقل كواهلنا بضريبة العقار وضريبة الربح وضريبة الأوساخ لكنها لا تزيل منها شيئا ولا تقدم أي خدمة تذكر، حتى أن السوق ما يزال يفتقد الإنارة الكهربائية.
بضائع تقليدية...
وتقول عيشة بنت إسلمُ متحدثة عن بضائع السوق وواقعه التجاري إنها وزميلاتها يبعن أنواع الحلي من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والمعادن النفيسة إضافة إلى التسابيح والبخور ومعدات الحناء وأثاث المنازل من أواني وحصير وأسرة وفرش متنوعة... وكل ذلك من المنتجات المحلية والصناعة التقليدية.
وتضيف قائلة إن أجار الحوانيت هنا تتراوح ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف أوقية، بينما يتراوح الدخل في الأيام العادية من 2000 إلى 5000 آلاف يوميا، إلا أن هذا الدخل المتواضع أفضل لنا من البطالة والكسل والخمول والجلوس في المنازل للحديث عن قيل وقال.