السيد: رئيس المجلس الجهوي لولاية لعصابة
السيد: عمدة بلدية كيفة
السادة النواب: ممثلو مقاطعة كيفة في الجمعية الوطنية
السلام عليكم و رحمة الله
في البداية أهنؤكم على نجاحكم و فوزكم بأصوات الناخبين الذين ستمثلونهم في السنوات القادمة -بعد حملات شاقة و مُضنية-، و اسمحوا لي -كذلك- أن أرسل لكم هذه الملاحظات و التنبيهات باعتباري مواطنا يحرص على مصلحة و حاضر و مستقبل مدينته و وطنه، و لا أزايد عليكم أو أتهمكم بعدم الاهتمام بذلك ؛فأنتم أهل للثقة التي مُنحتم و أنتم من نخبة المجتمع، و قد خدمتم البلد في مؤسسات عمومية و خصوصية خلال العقدين الماضيين، و أرجو أن تعتبروا هذه الرسالة من باب: "يا أيها النبي اتّقِ الله" و اعتبروها -كذلك- من باب التذكير؛ لأن "الذكرى تنفع المؤمنين"، و هي -على الأقل-نصيحة من مواطن و ناخب عادي تمثلونه -جميعا- باعتبارات متعددة.
أيها الإخوة الكرام:
لا شك أنكم تعلمون الوضع الحرج الذي تعيشه ولايتنا و عاصمتها بشكل خاص، فالمدينة ممتلئة بالأوساخ، و كثير من سكانها لا يحصل على ماء صالح للشرب و بأسعار مقبولة،كما أن الخدمات الصحية ضعيفة و كذلك البنى التحتية التعليمة و الطرق، يُضافُ إلى ذلك أن المنمين و المزارعين عانَوا من صيف شديد ماتت بسببه حيوانات كثيرة و افتقر كثير منهم - بسبب انعدام و تأخر الدعم الحكومي المطلوب-و هو ما يتطلب منكم جميعا -كلٌّ من موقعه- العمل لتحسين أوضاع المدينة / المقاطعة/ الولاية و في أقرب وقت ممكن.
أيها الكرام:
هذه مجموعة من القضايا الهامة التي تحتاجها ساكنة المدينة / المقاطعة / الولاية بشكل سريع- و هي من صميم مهامكم و تحتاج منكم جهودا جبّارة لإنجازها-:
أولا: المياه و الصرف الصحي :
لا شك أن مدينة كيفة هي ثاني أكبر مدينة في البلاد، و مع ذلك فهي تعاني -منذ أعوام عديدة- من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب تزداد حدّته في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة -و تنتشر في المدينة مصادر مياه خاصة -تجارية- ترتفع فيها نسبة الأملاح، و قد تؤثر على صحة الناس، مما يتطلب منكم -جميعا-العمل بشكل سريع على توفير مياه صالحة للشرب توفّر للسكان ما يحتاجونه من مياه صالحة للشرب، مع التنبيه إلى أن "آبار نگّط" لا يمكنها حلّ المشكلة -الآن- لأنها لن تكون صالحة للاستغلال قبل أشهر -بحسب فرع شركة المياه في كيفة- و لن تستطيع توفير المياه لفترة طويلة، كما أنها لن توفر الماء لكل ساكنة المياه!! و هو ما يتطلب منكم -جميعا- العمل على إيجاد بديل صحي طويل المدى يحل مشكلة المياه (و هي مياه مدفوعة الثمن و ليست مجانا!!) حيث لا يمكن أن تظل ثاني أكبر مدينة في البلاد تعاني من العطش و يبقى منتخبوها متفرجين غير عابئين بحال منتخبيهم و مواطنيهم!!
كما أن المدينة تحتاج برنامجا للصرف الصحي -حتى و إن كان محدودًا و لفترة الخريف- بحيث يصرف المياه عن المدينة و يحمي البنايات و الشوارع من ذلك. و قد تم تمويل "مشروع الصرف الصحي" سابقا، و تم حفره بأساليب تشبه "ألعاب الأطفال" مما تسبب في سقوط سيارات و حيوانات كثيرة فيه ، ثم تمّ طمر ما تبقى منه بالأوساخ !!! و هو ما يتطلب إحياء المشروع، و العمل على تمويل و تنفيذ مشروع جديد للصرف الصحي يتوافق مع المعايير الفنية المعتمَدة.
ثانيا: الأوساخ:
قد لا أبالغ إذا قلت إن ثلث (١/٣) مساحة مدينة كيفة تحتله الأوساخ و الجيف، و هو ما يتطلب من البلدية تنظيفها في أقرب وقت ممكن، و إعلان نفير عام -و قد تستعين بالشعب و منظمات المجتمع المدني- من أجل تنظيف المدينة و حماية الناس من النفايات و ما قد تسببه من أمراض خطيرة.
و لا ينبغي للبلدية و السلطات الإدارية أن تقوم بحملة تنظيف جزئي و محدودة -عند كل زيارة رئاسية- و تتركها بعد ذلك؛ مما يدل على احتقار للشعب و استهتار بصحته و كرامته و حقوقه.
ثالثا: التعليم :
لا شك أن البنى التحتية و التجهيزات التعليمية في المدينة / المقاطعة/ الولاية تحتاج إلى تحديث و دعم كبيرين حتى تصل إلى الحد الأدنى من المعايير المقبولة، و لا يزال كثير من التلاميذ يفترشون الغبراء و لا يجدون مقاعد دراسية و لا يتوفرون على تجهيزات مدرسية، كما يعانون في الصيف من انعدام الماء البارد الصالح للشرب، و هو ما يتطلب منكم -جميعا- العمل مع الوزارة الوصية و مختلف قطاعات الدولة من أجْلِ حلّ هذه المشاكل بشكل سريع، و تقديم حلول مؤقتة -في انتظار الحلول الدائمة-.
كما ينبغي لكم إحياء مشروع جامعة كيفة و السعي في بناء صرح علمي عالي بديل -إن لم تتحقق فكرة الجامعة سريعا- و يمكن التفكير في تأسيس "كلية كيفة" ذات التخصصات المتعددة، أو "معهد عالي" للعلوم و التقنيات، و ذلك استجابة لحاجة السكان و المنطقة.
رابعا: الصحة :
رغم تدشين المستشفى الجهوي الجديد و تجهيزه بطواقم و معدات طبية متميزة إلا أن مستوى الخدمات و طريقة استقبال المرضى و التعامل معهم تحتاج إلى تحسين كبير، فليس من المقبول أن يجلس المرضى و ذووهم على قارعة الطريق -على الأرض و الحجارة- أمام مدخل المستشفى -دون وجود أماكن مظلّلة و مقاعد للجلوس- مما يدلّ على احتقارهم، و قد يتسبب في زيادة مرضهم أو حدوث آخر!!- كما أن المستشفى يحتاج -و بشكل سريع- إلى بناء الطريق الرابط بينه و بين طريق الأمل (المدخل الشرقي للمدينة) مما سيسهّل الوصول للمستشفى و تقليل الاختناق المروري في الطريق المؤدي إليه من وسط المدينة مرورا ب"سوق الجديدة".
خامسا: الطرق و النقل:
تحتاج عاصمة الولاية إلى بناء مزيد من الطرق، و ترميم القليل الموجود منها، و كذلك وضع إشارات للمرور في المدينة (و حسب علمي فلا توجد إلا ثلاث إشارات للتوقف في المدينة !! ) ، كما أنه يجب العمل على بناء طريق يربط بين طريق الأمل (المدخل الشرقي للمدينة) و مركز الاستطباب الجديد -كما ذكرتُ قبل قليل-و العمل على إكمال طريق كيفة- بو مديد بشكل سريع، و وضع حواجز جانبية و إشارات مرورية على طريق كيفة -كنكوصة حفاظا على أرواح المواطنين و ممتلكاتهم.
أيها المنتَخَبون:
إن البلد يعيش تحولات خطيرة تتطلب منكم جميعا- كل من موقعه- العملَ على استقرار البلاد و حمايتها من الانجراف نحو عدم الاستقرار ، و الدفاعَ عن حقوق المواطنين و حرياتهم و حمايةَ الدستور و القوانين و رفض التلاعب بها من أي طرف كان، و العمل على تحقيق تنمية دائمة تضمن للمواطنين عيشا كريما لا ينغّصه فقر و لا مرض و لا اعتداء من أي فرد أو سلطة، و سيحكم التاريخ و الشعب على كلٍّ منكم بحسب أدائه و دوره -سلبا و إيجابا- و سيكون لذلك تأثيرات على مسيرتكم السياسية في المستقبل.
و أخيرا : فإني أبتهل إلى الله تعالى أن يوفقكم في أداء ما ترشحتم له و انتُخبتم من أجله، و أن يعينكم على أداء الأمانة، و أن يجنّبكم الغلول و الخيانة و ظلم المواطنين، و أن يجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر، و أن يبصّركم بخطورة المهام المنوطة بكم، و أن يهديكم سواء السبيل.