فكم هو مؤسف أن يصر الصحفي محمد فال ولد عمير على أن يطرح أحد أسئلته باللغة الفرنسية، وأن يصر في نفس الوقت على أن يجيبه الرئيس باللغة الفرنسية.
وكم هو مؤسف أن يستجيب الرئيس لطلب الصحفي محمد فال ولد عمير ولشرطه، فيجيب على السؤال المذكور باللغة الفرنسية..
ألا يكفي الصحفي محمد فال ولد عمير أن الرئيس كان أول شيء فعله بعد خروجه من المستشفى الفرنسي هو التحدث باللغة الفرنسية، ومن العاصمة الفرنسية، وعبر قنوات وإذاعات وجرائد فرنسية؟
ألا يكفي الصحفي محمد فال ولد عمير بأن أول حديث مصور للرئيس الموريتاني بعد شفائه كان في قناة فرنسية و باللغة الفرنسية؟
ألا يكفي الصحفي محمد فال ولد عمير بأن أول حديث مسموع للرئيس الموريتاني بعد شفائه كان عبر الإذاعة الفرنسية وهو يتحدث باللغة الفرنسية؟
ألا يكفي الصحفي محمد فال ولد عمير بأن أول حديث مقروء للرئيس الموريتاني بعد شفائه كان في جريدة فرنسية و باللغة الفرنسية؟
فلماذا بعد هذا كله يصر الصحفي محمد فال ولد عمير على أن يجيبه الرئيس على أحد أسئلته بالفرنسية في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد يوم واحد من ذكرى "الاستقلال"؟
ولماذا استجاب الرئيس للصحفي محمد فال ولد عمير؟ ألم يشبع الرئيس من الحديث بالفرنسية خلال مقابلاته المصورة والمسموعة والمكتوبة مع التلفزيونات والإذاعات والجرائد الفرنسية؟
كنا نتمنى ـ على الأقل ـ أن تمر ذكرى الاستقلال دون أن يساء بشكل مباشر وصريح للغة العربية، ودون أن يساء للمادة السادسة من الدستور، ولكن يبدو أن هناك من لا يزال يصر على أن يحرمنا من تحقيق أبسط أمانينا.
فإلى متى ستسمر إهانة اللغة العربية لغة القرآن ولغة الدستور في هذا البلد؟
وهل نحن بحاجة إلى مرور نصف قرن آخر حتى نكون على استعداد للتصالح مع لغتنا الدستورية؟ وهل نحن بحاجة إلى مرور نصف قرن آخر على "الاستقلال" حتى نتأكد بأن اللغة الفرنسية ما هي إلا لغة المستعمر، وليست بلغتنا، وأننا يجب أن لا نستخدمها إلا لضرورات قاهرة يفرضها التواصل والانفتاح على الغير، ليس إلا.
تصبحون وأنتم تحترمون المادة السادسة من الدستور...