تنطلق بعد أيام الحملة الانتخابية في أهم انتخابات بلدية وبرلمانية تشهدها بلادنا تبعا للظرف الزماني وحجم الترشحات ونهم المنافسين، وقد اجتهد قادة حزبنا في اختيار المرشحين على كافة التراب الوطني فانتقوا كوكبة من خيرة مناضلي الحزب وحملوهم أمانة قيادتنا وشرف خدمة هذا الشعب الذي طالما تعلق بهذه المؤسسة وبمؤسسها السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز .
ومع انتهاء عملية الاختيار واعتماد كل المرشحين ندخل في العملية الأهم وهي توعية وتحسيس المواطنين بضرورة التصويت لكافة مرشحينا دون تمييز ولا انتقائية. إن إصرار قادة الحزب على تفعيل هياكله وبناء مؤسساته على أسس سليمة لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة لدراسة متأنية رؤية فاحصة، تقوم على تشخيص للواقع واستلهام للمستقبل، وهو ما يستدعي اتحادنا وانصهارنا جميعا في مؤسسة واحدة تقوم على فلسفة في الحكم الرشيد؛ عمادها الإيمان بالمبادئ والإخلاص في المسعى ، ووسائلها دقة في التخطيط، وشمولية في الرؤى، وجدية في العمل.
إن الإيمان بالحزب مشروعا مؤسسيا يقتضي الانخراط فيه والالتزام المطلق بكل قراراته والسعي للتمكين له والدفاع عن اختياراته. وفي هذا الصدد يجب أن نضع معايير محددة يمكن من خلالها ضبط وتسيير قوتنا الناخبة، وتوجيهها لوجهة واحدة لا تقبل التجزئة ولا الانتقائية. إن التحدي الأكبر الذي نواجهه كحزبيين هو نجاح لوائحنا الوطنية بنسب عالية تتساوى مع النسب الجهوية أو تفوقها، لم يعد مقبولا من مرشحينا التركيز على دوائرهم الجهوية وإفساح المجال لداعميهم في إهمال اللوائح الوطنية. إن المعيار الحقيقي للالتزام الحزبي هو اللوائح الوطنية وبها وحدها يمكن تمييز المناضلين الحقيقيين والفاعلين المؤثرين. وهنا اقترح: * تخصيص طاقم مستقل لدعم اللوائح الوطنية * إلزام المرشحين المحليين بدعم اللوائح الوطنية وعدم التساهل فيها *جرد كل المكاتب وتخصيص عناصر فاعلة تكون مهمتها دعم اللوائح الوطنية الإبلاغ عن كل قصور أو إهمال من المرشحين المحليين ومحاسبة كل مقصر.
إن المنافسة التي نحن بصددها منافسة شرسة وأطرافها تعمل على كل الهوامش والمتناقضات ولا يجب أن نترك لهم أي باب إلا وأغلقناه في وجوههم، بذلك يمكن أن نستغل تعلق الشعب بخياراتنا وتثمينه لإنجازاتنا وكل تقصير سيحسب ضد حزبنا ويستغل ضد خياراتنا. في النهاية أنا واثق من اكتساح حزبنا للمشهد الانتخابي ومؤمن بضرورة تقوية مؤسساته، ومصر على القتال حتى تتكلل كل جهودنا بالنجاح والتفوق.
سيد محمد ابهادي