تقرر أن يزور رئيس الجمهورية مدينة كيفه يوم ال 14 من الشهر الجاري ليقوم بمهمتين أولاهما تدشين محطة الطاقة المزودجة وثانيهما وضع الحجر الأساس لمياه نكط.
وقبل أن تُصك الآذان وتعمى الأبصار بفعل آي التصفيق والتزلف والتفنن في أصناف التمجيد والتطبيل فإننا نورد الملاحظات التالية:
صحيح أنه بمدينة كيفه بنيت محطة رائعة وقوية للطاقة المزدوجة وفي المقابل فإن هذه المحطة لم تعد ذات فائدة ولم تضف مثقال ذرة على كهرباء المدينة لا كيفا ولاكما ، فالتقطعات مستمرة والجهد الواصل للمنازل لا يشحن هاتفا في بعض الأحيان بسبب عدم ملاءمة شبكة التوصيلات الأرضية والهوائية مع الطبيعة الفنية للمحطة الجديدة فباتت مدينة كيفه تملك محطة كبيرة وتفتقد الحد الأدنى من حاجياتها الكهربائية.
إن رئيس الجمهورية قبل أن يدشن هذا المشروع ينبغي أن يأمر باستكمال المحطة وذلك بتحديث الشبكة الكهربائية حتى تلائم المعطيات التقنية بالمحطة مما يتيح استغلالها على الوجه الأكمل وهو ما سيعطي لهذه الزيارة معنى. كذلك لم يطرأ أي جديد على أسعار الكهرباء رغم وجود جزء كبير من المحطة عامل بالطاقة الشمسية.
أما بالنسبة لمياه نكط فإن الخطب أعظم لسبب بسيط هو أن سكان مدينة كيفه كانوا يعقدون الأمل على الدخول في تنفيذ مشروع يقضي على العطش بشكل نهائي كجلب المياه من فم لكليته أو أظهر أو النهر السينغالي كما تردد سابقا وهاهي حكومتهم تتراجع عن الحل النهائي وتعود إلى حفر بضعة آبار لن تساعد في حل مشكلة العطش إلا جزئيا ولسنوات محدودة.
لم تتعامل حكومة ولد عبد العزيز مع هذه المدينة يوما إلا بأساليب الاحتقار والخداع واللعب على عقول أهلها. إنها مشاريع عادية جدا وناقصة إلى أبعد الحدود ولا تستحق بوجه من الوجوه تنقل رئيس دولة.
هو رئيس مهووس حقا بالتدشينات التافهة فلقد أدرك أول يوم سذاجة وبراءة مواطنيه وما تمثله هذه الزيارات بالنسبة لهم. ! إن من يعود اليوم إلى مشروع كنكوصه للخضروات الذي دشنه رئيس الجمهورية ثلاث مرات يتمكن من فهم مغزى هذه الزيارات الغريبة حقا.
سيدي الرئيس يتردد شعبيا أن الخروج عن الموضوع "إكثر لغنم" فبأي وجه تلقى المنمين في صفوف الاستقبال؟