رغم أن رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير جمد مبادرته التي تدور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك في انتظار عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من رحلته الاستشفائية إلى باريس، إلا أن هذا الاخير أطلق على مبادرة مسعود رصاصة الرحمة قبل أن يغادر فرنسا، حسبما يرى المراقبون. فقد صرح ولد عبد العزيز لإذاعة فرنسا الدولية أنه لن يقدم على تشكيل حكومة توافقية، وقال إنه يمتلك أغلبية برلمانية مريحة تخوله الإبقاء على حكومته الأحادية.
الضربة الثانية تمثلت في اللا مبالاة التي واجه بها الرئيس مستقبله التشريعي الوحيد لدى نزوله من سلم الطائرة، فلم يعره أي اهتمام رغم أن مسعود حاول عناقه وسلم عليه بحرارة بالغة.
وكان مسعود قد تلقى ضربة من الرئيس الذي خصه بمكالمة هاتفية جعلته يعقد مؤتمرا صحفيا في ظرف حساس وقبيل يوم واحد من مهرجان لمنسقية المعارضة، ليقوم ولد عبد العزيز بعد ذلك بالاتصال برؤساء تجمعات سياسية وأحزاب، فيما بدا إفراغا لمكالمة مسعود ومؤتمره الصحفي من المحتوى. وتقول مصادر مطلعة إن مسعود سيلتقي ولد عبد العزيز غداً بالقصر الرئاسي، ولم يعرف ما إذا الاجتماع سيتم بطلب من مسعود.
غير أن المراقبين يرون أن ولد بلخير لن يتحمل المزيد من الإهانات، وأن كبرياءه سيدفعه إلى اتخاذ مواقف قد لا تتناسب وتطلعات الأغلبية التي تريد إبقاءه ضمن دائرة المهادنين للنظام.
السفير