إخوتي المرشحين ،
تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم أن نتقيَ الله في المواطن البسيط المغلوب على أمره ، و نستشعرَ الأمانة في ما نحن مقبلون عليه ، و لا نسرفَ في التبذير ، فلا أريد لنفسي و لكم إخوتي المرشحين أن نكون إخوة للشياطين ، و من أعطي في غير حق سيأخذ قطعا ما ليس له بحق .
فتسيير الشأن العام أمانة أبت عن حملها السماوات و الأرض و الجبال و حملها الإنسان لظلمه و جهله . اللهم اغفر لي ظلمي و جهلي و ما انت أعلم به مني ..
إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا صدق الله العظيم .
و لقد استقرأت الساحة فرأيت المحاصصة القبلية ، و العهود برد الصاع صاعين ، و تقسيم الغنائم حتى قبل الأوان ، فعلمت بأن اليوم نسخة طبق الأصل من الأمس .
غير أنني أطمئِنكم إخوتي بأن الناخب لا ينتظر من مرشحيه أي خير ، فلقد علَّمته التجارب أنْ لا خير في منتخَب بعد تربعه على عرشٍ ظاهره رياش وثير ، و باطنه من قبله العذاب لمن خان الأمانة . فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه و سلم أنه قال : اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ ، فَارْفُقْ بِهِ .
تعالوا نأخذ صوته بصمت و نمتص خيراته بصمت و نسلبه حريته بصمت .
على الأقل دعوه و شأنه فقد ملَّ الإنتظار بعد الإنتظار و الوعود بعد الوعود و الكرنفالات التي صارت السمة السائدة لكل حملة انتخابية .
دعونا في الحملات نستدعي له من الفنانين أشهرهم ، و من الموسيقا أصخبها ، دعوه يرى سياراتنا الفارهة التي تمر كالبرق الخاطف أمام ناظريه ، و ليشتغل مصممو أزيائنا على موضات جديدة نظهر بها أمامه كالأمراء في قصص الف ليلة و ليلة ، و لا تنسوا عطور شانيل و بيير كارديه .
هي مجرد أيام قليلة من العيش خارج الواقع في مدينة الأحلام و الخبز و الأمل ، أرى أن نبحث هنالك - حيث كنا و حيث سنرجع قريبا - عن نظارات تحول القماماتِ باقاتِ وردٍ ، و البِركَ الآسنةَ جداولَ رقراقةً ، و الكلابَ السائبة حيواناتٍ وديعةً في حديقة يُنزه فيها المواطن ناظريه و هو يتجول في مدينته الفاضلة .
دعونا نبحث له عن كمامات نثبتها على أنفه حتى لا تتسرب إلى رئته السقيمة إلا العطور التي اشتريناها و التى سينقلها نسيم ما بعد المطر (أماروك) فالله أكرم منا و قد أعقبَ بعد العسر يسرا ....
بقي لنا أن نهتم بحاسة السمع لهذا الشعب المسكين - فالأذن تعشق قبل العين أحيانا -
و ستفي مكبرات الصوت و موسيقا البوب ، و الراب ، و الهيب هوب بالغرض ، هذا إذا لم تتأثر منها طبلة الأذن لديه ، فقد اعتادت على تلاوة القرأن و إقام الصلاة و ذكر الله آناء الليل و أطراف النهار ...
فيا ويلكم إخوتي المرشحين من دعواته إذا أعدتم الكرة فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب
المهندس محمد محمود أبابه مرشح التحالف الشعبي التقدمي لبلدية كيفه