وقف والخوف بعينيه يتأمل طريق عرفات ـ سوق العاصمة (مرصت كبتال ) عله يجد ما يحشر فيه نفسه مع المحشورين داخل سيارة من مئات السيارت المتآكلة ، لقد سئم طول الوقوف وظل يحدث نفسه قائلا : فقط في بلادنا بلاد المنارة والرباط يحشر 6 مواطنين شرفاء من أبناء هذا الشعب المجاهد الصابر في سيارة نقل مهترئة.,.أنت أنت نبهه الصوت القادم من الطريق وقطع ما كان يختلج في نفسه من مرارة الذكريات ، أشار بيده الي مرصت كبتال ، جاءته البشري أن أقذف بنفسك الي الداخل ، نظر بسرعة فائقة نظرة المجرب لما تحتويه تلك السيارة في المقعد الأمامي حشرت سيدتان تحاولان التماسك لكن عيونهما تكاد تفضحانهما من شدة الكرب ، في المقاعد الخلفية رجلان أحدهما تلميذ في الثانوية يحمل دفترا بيده ، وباليد الأخرى يمسك بشيئ ما بأعلى السيارة خوفا من المجهول .
دخل وألقى التحية وماكاد يرتاح قليلا من طول الوقوف حتى لاح في الأفق رجل بدين يلمح بيده ، أشخص الجميع في السماء وتعالت الأصوات بداخلهم بالدعوات أن يجنبهما الله ذلك الرجل الوطني الواقف على رمال وطنه ، توقفت السيارة جاءت لحظة الحقيقة قال الرجل بصوت جهوري واضح لايقبل التأويل :( مرصت كبتال ) ؟ تحطمت كل الآمال قال في صمت : انه الموت القادم من الشرق ، تقارب الركاب في الخلف من بعضهم حتى كادوا يسمعون نبض قلوب بعضهم البعض !! دخل الرجل البطل الضخم ، غاب التلميذ ودفتره وراء الزحمة كنتيجة منطقية للوضع الجديد ، وسمع صوت يقول : النجدة لكن مامن مجيب !!
تحركت القافلة والعيون في السماء ، التصق وجه أحد الركاب بالمرآة الجانبية فظهر كما لو أنه شبح من الخارج ، ومع مرور الوقت كانت السيارة المهترئة تطلق الدخان كما لو انها قطار قادم لتوه ،خيم السكوت لحظات لايقطعه إلا الأنين .....فجأة صاح الرجل الضخم : هل سمعتم أي شيئ اليوم عن القذافي لم يرد عليه أي أحد لأن الجميع على وشك الإحتضار... ثم أردف : انه يقتل شعبه ، قال الرجل الذي تكاد رقتيه تكسر من شدة الضغط : هناك أيضا من يقتل شعبه في سيارت الأجرة ، التفت إليه ضاحكا الصبر الصبر ...واصلت السيارة الزحف المقدس الي سوق العاصمة والكل قد استسلم للحظات عصيبة ... سمعت احدى النسوة تكرر الشهادتين بصوت حزين ، صاح التلميذ توووقققفف لقد وصلت و نزل من السيارة وهو يكرر : الحمد لله كثيرا .
تمدد الرجال الثلاثة و كأن شيئا لم يتغير ، وما كادوا يتنفسون الصعداء حتى لاح في الأمام رجل يحمل قنينة غاز ويشير بيده الي جهة ( مرصت كبتال )...لاراد لقضاء الله قالها بصمت وهو يحبس دموعه ، قال الرجل الضخم : اللهم إنا لانسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه ...أما الرجل الثالث فقد تنهد وقال :ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.... وتتواصل المأساة على أرض المنارة والرباط