هي عشر دقائق فقط تباحث خلالها الرجلان، حول معضلة الشمال المالي، لكنها كانت كافية لصرف أنظار الموريتانيين، إلى العاصمة الفرنسية، بعد أن ظهر أخيرا بصيص ضوء من "عاصمة الأنوار"، يؤكد أن "الرجل المريض"، نهض من كبوته.
عشر دقائق سيكون لها ما بعدها، فالرئيس حزم أمتعته وقرر العودة من رحلة علاجية، سال حولها الكثير من الحبر، وأفرزت نبوءات عديدة، وهي العودة التي من المنتظر، أن تزيح "الفراغ الدستوري" عن الواجهة، بعدما ظل يتصدرها خلال الأسابيع الماضية. لقاء ولد عبد العزيز بالرئيس الفرنسي، جاء قبل يوم واحد من مسيرة حاشدة، رصدت لها المنسقية كل الإمكانيات، وكان ينتظر أن تكون حاسمة في المستقبل السياسي للرجل، فهل كان الأمر مجرد صدفة، أم أن فرنسا أرادت من خلال هذا اللقاء، أن تمد يد المساعدة لرجل يقال إنه بات واحدا من أهم حلفائها في المنطقة؟. ومهما كانت التفسيرات، فإن المؤكد هو أن مسيرة الأربعاء فقدت الكثير من زخمها حتى قبل أن تبدأ، فالصور هذه المرة لا تحتمل ولو ذرة واحدة من الشك، كما أنه قد يكون لها توابعها، "صور متحركة" تبثها التلفزة الوطنية هذا المساء، تجهز على "الفراغ الدستوري"، وتجعله يلفظ أنفاسه الأخيرة. قادة منسقية المعارضة الديمقراطية، الذين فضلوا الصمت، ولم تصدر عنهم حتى الآن أية تعليقات بخصوص هذه المستجدات، يدركون جيدا أن عليهم إعادة النظر في إستراتيجيتهم، وتكييف مسيرة الغد مع المعطيات الجديدة.
فهل سرق الرئيس الفرنسي أحلام المنسقية؟ أم أن هذه الأخيرة ستتأقلم مع الظرف الجديد، وتجد مسوغات أخرى للفراغ الدستوري، تمكنها من المضي قدما في مشروع "المرحلة الانتقالية"؟ سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة، لكن المؤكد، هو أن النظام الذي صام خلال الأسابيع الماضية، أفطر اليوم على وجبة دسمة من "الصور الرقمية"، جاءت في الوقت المناسب، بعدما تضور منتظروها جوعا وتسلل إليهم الفتور.
آراء حرة