هي قرية "اتويشيط" التابعة لبلدية باركيول، يقطنها مئات الفقراء الذين يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية الماشية. وفي عام القحط هذا لم ينتجوا حبة زرع واحدة وفور نهاية فصل التساقطات أرسلوا ما يملكون من مواش إلى ولاية كيديماغا وإلى جمهورية مالي.
تفتقر هذه القرية كما صرح أهلها إلى كافة الخدمات من تعليم وصحة ويجهز العطش على سكانها فلا يمهلهم ليفكروا في أي شيء آخر.
مندوب وكالة كيفه للأنباء الذي كان في رحلة إنتاجية بتلك المقاطعة التقى بالمئات من سكان هذه القرية وهم يتجمهرون عند البئر الوحيدة بالقرية وكأنهم في مهرجان.
وهناك ينتظمون في طوابير طويلة من أجل التزود بالمياه التي كلما حصلت منها كمية في البئر رشفوها ثم ينتظرون حتى تتجمع كمية أخرى وهكذا.
يبيتون عند هذا البئر وهناك ينامون في انتظار أن يحين دورهم وقد وضعوا قواريرهم في طابور طويل.
لمام ولد مسعود أحد شبان القرية قال: نحن هنا على هامش الحياة نفتقد إلى كل شيئ ويفاقم مشاكلنا هذا الجفاف الذي يضرب المنطقة هذا العام غير أن مطالبنا يختزلها مطلب واحد فلكي نبق أحياء نريد الماء ، نريد الماء.
وأما لميمه بنت المختار التي جاءت إلى البئر تحمل صغارها فلم تخرج عن ذلك المطلب إن أكثر ما يريدون هو الماء. !
هؤلاء البشر لم يتحدثوا عن الغبن الذي يتعرضون له، ولم يطلبوا من حكومة بلادهم تعليما محترما أو خدمة صحية مقبولة. !
هم لم يطلبوا نصيبهم من عائدات الحديد أو السمك ولم يخطر على بال أحد منهم أن لهم الحق في التشغيل وفي الضمان الاجتماعي. !
لم يدر في خلد أي منهم أن لهم الحق في مرفق صحي يستأصل الزائدة الدودية أو الشوكة التي توغلت في قدم أحد من آبائهم. ! هم فقط يريدون من ثروات بلادهم الطائلة جرعة ماء. !
تلكم مشاهد يتمزق إزاءها القلب وعندها تتدفق المشاعر، وهناك تصل إلى القناعة المؤسفة وهي أنك تعيش في دولة فاشلة إلى أبعد الحدود. !
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو: