اختفت السيارات الفارهة، توارى الأطر والمنتخبون ، خلدوا إلى الراحة عند الشاطئ هناك.
لم يعد بالولاية صخب ولا ضجيج يحجب سماع أنات المرضى وصيحات الجياع وحرقة العطش.
عادت الولاية كما هي تصارع الجوع والعطش والجفاف.
أكثر من ثلاثة أشهر والسكان مابين معركة الانتساب والتنصيب ثم الانتخابات .
أهدرت الأموال ،وضيع الوقت وأشيعت البغضاء بين الأخوة والأحبة.
أطلق العنان لنزوات العصبويات المقيتة فتدابر الأهل وتقاطعوا وغتب بعضهم بعضا .
أراد كل منهم أن يسحق الآخر، أن يخرجه من المدينة أن يتجاوز وجوده وأن يجحد ميلاده أصلا...
انتصرت القبيلة، ماتت الدولة، تحطمت القيم وزالت آخر معالم الجمهورية.
إنه حصاد ثلاثة أشهر من الفساد والإفساد ومن الدوس على كل فضيلة.
الرابح هم الوجهاء وسدنة المخزن والخاسر دوما هو الوطن.