شكلت مقاطعة كنكوصه بولاية لعصابه تحديا حقيقيا لبعثات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المكلفة بعمليات الانتساب والتنصيب، حيث تحولت إلى ساحة لصراع الكبار داخل هذا الحزب وحولت طبيعتها الحساسة ،الساخنة أنظار الرأي العام المحلي عن العملية برمتها في باقي مناطق الولاية.
فقد تأسس تحالف سداسي قوي ضم أكبر الوجوه التقليدية و السياسية ضد الحلف المسيطر أصلا بقيادة السيد كاب ولد أعليوه وانطلقت موجة استقطابي قبلي وأسري غير مسبوقة في تاريخ المقاطعة ،وسخرت كافة الطاقات البشرية والمادية من لدن جميع الأطراف من أجل كسب المعركة التي وضعها الجميع مسألة بقاء ومصير يستحق أن يبذل من أجله كل غال ونفيس.
لقد جُيشت العواطف واستُنفرت المجموعات وباتت المقاطعة على فوهة بركان يكاد ينفجر في كل وقت.
وأصبح اندلاع الفتنة مسألة تنتظر أتف الأسباب ليشتعل إيوارها ومما ساعد في تأخر الشرارة كون عمليات الانتساب اتخذت نموذج التسجيل لكل طرف دون وقوع احتكاكات مباشرة، ورغم ذلك فإن الشجار وتبادل الاتهامات والشتائم هي المظاهر التي سادت أيام الانتساب وهناك اكتشف منسق العملية ومبعوث الحزب خطورة الموقف واستحالة تسيير عمليات التنصيب بين هذه الأطراف "الناقمة" ففضل المغادرة ورفض العودة إلى هذه المقاطعة.
وعنده هذه النقطة يبدو أن الحزب فكر بشكل مستفيض وأمعن التعقل في اختيار الرجل الأنسب للدفع به إلى المقاطعة الأشد سخونة وتعقيد على الإطلاق في البلاد.
فوقع الاختيار على الرجل الحاذق ، المتمرس.فاستطاع خوض المعركة بنجاح.
قرابة 20 يوما قضاها منسق العملية عيسى ولد بلال يجوب ربوع هذه المقاطعة الكبيرة في الموسم الأكثر قساوة ، يفكك الألغاز ويكتشف لكل مشكلة حلا ويتلمس الطريق لتجاوز المعضلات، وبتوزيع الصدق وتعميم الشفافية وركوب الصراحة وانتهاج اللين الملفوف بالصرامة أخذت التوترات تذوب وتراجعت وتيرة الشحن والتعصب فعاد القطار المنزلق إلى السكة واهتدت العملية إلى الطريق الصحيح بعدما كادت تستبد بها طرق التصادم و الفتنة فسارت في جو من الأمن و السكينة و أسدل الستار عليها بسلام وجميع الأطراف راضية.
ذلك بفضل الله أولا وبحكمة هذا الرجل الاستثنائي حقا.
من ريف كنكوصه /محمد ولد يب