لم يعد شح المراعي بمناطق الانتجاع في أقصى جنوب ولاية لعصابه هو أزمة المنمين الوحيدة بل إنهم عرضة لإجهاز "عصب الحياة" فعندما نزح الرعاة بالآلاف إلى تلك المناطق استغل بعض السكان المحليين محنة الوافدين فصاروا يبيعونهم "الحاسي" ب أزيد من 200 ألف أوقية وهو ليس أكثر من حفرة مياه لسقاية المواشي.
يجد المنمي نفسه مرغما على دفع ذلك الثمن الجائر عن كل "حاس" حيث ذكر عدد من المنمين أنهم دفعوا مليون وما يزيد عن أربعة أو خمسة من هذه الحفر وهو ما ضاعف الأعباء على المنتجعين وجعل الكثيرين يضطرون للبقاء في أماكن يندر بها الماء لعجزهم عن تسديد تلك المبالغ الباهظة.
و يواجه المنمون معضلة كبيرة في هذا المجال فالأراضي التي تتوفر بها بعض الأعشاب كثيرا ما تكون منعدمة المياه ومواقع توفر المياه لا توجد بها مراع.
هؤلاء المنمون عبروا في مقابلات لوكالة كيفه للأنباء التي كانت في جولة بتلك المنطقة عن سخطهم وغضبهم على الحكومة التي يرون أنه كان عليها أن تراقب الوضع عن كثب وتتخذ إجراءات تناسب هذه السنة الاستثنائية وتفتح الأراضي أمام المنمين وتمنع أسلوب التربح والمضاربات بالمياه.
هو ثالوث يحاصر المنمين اليوم بولاية لعصابه ولا يترك لهم مفرا للنجاة بمواشيهم : ندرة المياه ، شح المراعي وتخلي السلطة.