هل مهمة الرئيس دستوريا هي المهاتفة؟ ولماذا يهاتف أشخاصا لم يتعب نفسه يوما مرة واحدة في مهاتفتهم عندما كان كامل الصحة والسلطة؟ هل دفع "فراغ" عاصمة النور الرئيس إلى اكتشاف مزايا الهاتف؟ وماذا قال الرئيس في مهاتفاته الكثيرة؟ هل أبلغ أحد الأشخاص المهاتفين طبيعة علته؟
هل حدثهم عن علاجه؟ هل حدثهم عن نقاهته؟ هل حدد لأي منهم تاريخ عودته؟ ما فائدة المكالمات إذا كانت لا تتضمن أية معلومات ولا تحمل أي جديد؟ ألا يملك الرئيس وسائل اتصال جماهيرية مسيرة باستطاعته استخدامها آنيا لإبلاغ ما يشاء لمن يشاء بالصوت والصورة؟ لماذا لم يستخدمها؟ لماذا الوسطاء؟
ألا يدرك من نصحوه بهذه الطريقة الغبية أن هذه المكالمات تحشر الرئيس في زوايا ضيقة، فمجرد نشر خبر المكالمة يزيد حيرة الناس حول مسوغات استخدام الرئيس لهذا الاسلوب وتزداد قناعتهم بأن هنالك أمرا قاهرا يمنع الرئيس الجانح للظهور من الظهور، وهذا الأمر هو الذي يتطلع الناس إلى معرفة كنهه.. ومنهم من يفسره بأنه فقدان الوزن وترهل البشرة ومنهم من يفسره تفسيرات أخرى، وفي هذه الحالة يكون نشر الحقيقة أنجع علاج للرئيس وللرأي العام فمتى تنشر؟
الراي المستنير