الصيف حلّ بنا و أوحشت الدروب
و الشعب في كفّ المواجع و الخطوب
يا دمعة المحزون زرت حشاشتي
فتركتها بين التحسر و الشحوب
الله في رحماته لك منزل
لك مشرب ؛ و إليه أرواح تؤوب
و مضيع من ضيعوك؛ و جامع
من خادعوك إلى معاقرة الذنوب
لا تحزني يا سلوتي و كريمتي
فغدا سيخترق النداء إلى القلوب
و غدا سينتصر الزمان لأمة
غمرت منازلها المآسي و الكروب
صوت تردد في صدى أعماقنا
صدحت به الأشلاء و الريح الهبوب
الشعب يهتف و المنابر تشتكي
أعزيز؛ أين الوعد بالماء الشروب؟
لم تحصد الأنعام من أعلافها
إلّا سرابا في بقيعته يذوب
أرسلت أقيالا إلينا مصلحا
لكنّهم حملوا الفساد إلى الشعوب
خانوا العهود؛ فكن لهم مترصدا
قد يهتدي لعرينه الأسد الغضوب
من (كيفة) صرخات شعب واله
و الأرض قاحلة و ماحلة جدوب
خرجت تنادي بالمطالب و الرؤى
و تروم حلم الشعب في وطن رحيب
أشطان أسئلة؛ و دفق خواطر
أنشدتها؛ أسد الزمان ؛ فهل يجيب ؟
عهدي به يعطي الرعية حقّها
وعن المكارم و المفاخر لا يغيب
ثمّ الصلاة على النبيّ محمد
الصادق المتفضل النور الحبيب
أيوب ولد النجاشي