تفاجأ الرأي العام هذه الأيام بفشل حوار كان يدور في الخفاء بين الأغلبية - باسم فخامـــــــة الرئيس - و بين جزء من المعارضة ممثلا في منتدى الديمقراطية و الوحدة و لأن الأمر أريد له منــذ البداية أن يكون سرا فقد ظلت تفاصيله غير معلومة و أظنها ستبقى كذلك ليجد كل مــــــن الطرفين من المبررات ما يحمل به الطرف الآخر أسباب فشل هذا الحوار، و لتبقى الحيرة و علامات الاستفهام في ذهن و على لسان كل متتبع للشأن الوطني ، فمن نصدق في مــــا يقدم لنا من مبررات؟
و من نثقف به في ما يعطينا من وعود؟
لقد امتلأت أسماعنا من سماع الوعود الوردية التي ما فتئ النظام يقدمها للتحسين مـــــن الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للمواطنين في جميع جهات هذا الوطن و مع كل تلك الوعود المنمقة فإنما تحقق أقل من القليل مما يجب أن يتحقق مقابل ديون طائلة قد تم أخذها من مانحين و هيئات مالية سيكون على أجيال المستقبل دفعها بفوائدها.
و في الطرف الآخر فقد شنفت أسماعنا كثيرا قوى المعارضة بوعود ليس أقلها أهمية العمل على توحيد الصف داخل هذه المعارضة حتى تتمكن بقوة الوحدة أن تنتزع السلطة ممن تعتبرهم مفسدين و سبب فساد هذا البلد قبل أن نتفاجأ بخبر هذا الحوار الذي فشل قبل أن يبدأ.
لقد كان على المنتدى أن يكون أكثر حنكة في المجال السياسي فلا يقبل أن ينجر وراء دعوة أي من الأغلبية لحوار يفرق بين بعض هذه المعارضة عن البعض الآخر حتى لا يقول هذا المنتدى ما قاله الثور الأسود يوم أكله الأسد.
لقد نجحت الأغلبية بمكرها السياسي في أن تحدث شرخا جديدا بين هذه المعارضة لتزيد من ضعفها و تشرذمها فبعض الذين كانوا يميلون إلى طرح هذا المنتدى يجدون أنفسهم اليوم في حيرة من أمرهم و يتساءلون لماذا يلجأ هؤلاء إلى الجلوس في الظلام في حين أن الجلوس في الضياء متاح؟
لماذا يتخلى المنتدى عن وحدة متاحة مع باقي مكونات المعارضة و يلهث خلف سراب حوار مع أغلبية يقول أصحاب هذا المنتدى أنها لا تقوم وزنا للمعارضة قديما و بالأحرى حديثا بعد الانتساب الذي تقرر عند بعض هذه الأغلبية بعده أن لا وجود لمعارضة أصلا.