الانتساب للحزب السياسي هو أن تضطلع على برنامجه السياسي والمؤسسي وتقوم بدراسته وسبر أغواره وبعد ذلك تقرر الانتساب بكل حرية دون أي مؤثرات قبلية أو سلطوية ودون خوف أو طمع.
فأين هذا المعنى مما شاهدناه في ولاية لعصابه خلال الأسابيع الماضية؟
لم يكلف الحزب الحاكم نفسه إصدار منشور أو بيان أو كتيب أو إقامة مهرجانات أو تظاهرات سياسية لتعريف الناس به وببرنامجه.
كلما في الأمر أن الحزب هو حزب السلطة ويجب على أبناء القبائل شراء بطاقات منه.
مرت هذه العملية ولا يتفق إثنان من مواطني ولاية لعصابه في تسميتها: الإحصاء، التسجيل، التقييد ، الانتساب ، االانتخاب.
كل هذه المسميات يطلقها الناس هناك على هذه العملية التي لم يروا عنها أي معلومة.
البطاقات تستعار من هنا وهناك وبها تقام السلفة والقرض والمقايضة بين هذا وذاك، وبواسطتها تساعد أباك وحماك وأخاك وذا مال وغيره.
السؤال الذي ظل على الألسنة: هل أتمم فلان وحدته التي تتكون من أسرته وبعض جيرانه ومن عامل المنزل ومن راعي غنمه في الجنوب وسائق سيارته ومن الضيف الذي وصل لمعاودة الطبيب ، وبائع بطاقات الشحن ومن عابري السبيل، والباحث عن "الظاله"وغيرهم.
سيشهد التاريخ أن هذا الانتساب هو أكبر مهزلة خلال هذا القرن والذي قبله ، وهو في ذات الوقت عنوان للتردي والانهيار القيمي الذي تدحرج إليه هذا المجتمع.
يعرف القائمون عليه أنه كذب، ويعلمون أنه ليس انتسابا، وفي قرارة أنفسهم يدركون أنه عبثي وبدون معنى كإدراكهم أن هذا الحزب زائل بذهاب ولد عبد العزيز إلى منزله في شهر ابريل من السنة القادمة.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك