هو أمر مثير للدهشة والتساؤل أن يصبح الحديث عن أزمة عطش مدينة كيفه جزء من الماضي وأن يصمت الجميع اتجاه هذه الأزمة الخطيرة سواء تعلق الأمر بالمنتحبين أو بالأطر أوتعلق بالوجهاء وقادة الرأي وعامة المواطنين.
لم يعد موضوع العطش يشغل أي حيز من اهتمام هؤلاء ولم يعد المواطنون يطرحون هذه القضية بالقوة والجدية التي طبعت أسلوبهم قبل 4 سنوات عندما تفجرت الأزمة وتحولت المدينة إلى جحيم ولم تعد شركة المياه توفي بربع ما يطلبه المستهلكون.
لا يوجد تفسير لما حصل خارج دائرة الاستسلام والقنوط أو التفكير في إخلاء المدينة والرحيل إلى بقاع أخرى.
لقد أحجمت السلطات عن الحديث عن سقاية ثاني أكبر مدينة في البلاد وشطبت على كل الخيارات التي كانت مطروحة لحل الأزمة وانتهى الأمر إلى معالجة بطيئة وغير جادة لآبار جديدة إلى الغرب من قرية كندره يجري الحديث عن كونها ستزيد منسوب مياه الشبكة الحالية إذا ما ألحقت بها وهو العمل الذي تعهدت به السلطت منذ أزيد من 3 سنوات دون أن يبلغ مرحلة التنفيذ،وهو فيما يبدو عمل مسرحي يهدف فقط إلى الإلهاء والتهدئة.
إن تخلي الحكومة عن سقاية هذه المدينة الكبيرة يطرح سؤالا جوهريا حول مسألة البقاء والحياة بهذه المدينة بل حول مستقبل وجودها.