لايخطئ الزائر لمدينة كيفة هذه الأيام من مشاهدة السيارات الفارهة والوجوه التي لاتعهدها إلا في المناسبات السياسية وكأن المدينة قد دخلت في فترة سياحية تنتعش فيها الدكاكين وأسواق الماشية ناهيك عن إنتفاع البعض من جيوب تلك الوجوه وما تلبث حتى ينقشع الغبار أياما معدودة وكأنك كنت في عالم من الخيال .
ويبقى الثابت الذي لايتغير وهو الشوارع التي تغطيها النفايات وتسد طرقها تارة أخرى .
وسوق المدينة الذي تتكدس البضائع في جنباته في ازدحام مروري قل نظيره وهو ما يجعلك تفكر يا إلهي ماذا لو كان هناك حريق من سينفذ هذه الدكاكين من النيران الملتهبة أمن المعقول أن تتجاهل البلدية مخاطر محدقة بالأنفس والممتلكات طرق ملتوية لاتكاد تزيد في بعضها عن متر واحد فكيف لسيارات إطفاء حريق أن تمر منها كيف لمدينة عريقة ذات ثقل سكاني أن تظل بلا سوق عصري يتلاءم مع متطلبات السلامة الأولية .
ايرضى ساكنة كيفة أن تظل مدينتهم مرتعا خصبا للسياسيين والمنتفعين يجلبون على حساب آهاتهم وأناتهم ثروات طائلة يستخدمونها لتوسيع النفوذ خارج دائرتهم الضيقة دون أن يتلقوا قيد أنملة للوضع المزري الذي تعيشه مدينتهم .
عطش يكاد يفتك بعشرات العائلات في الوقت نفسه لايشرب القادمون إليها في تلك المناسبات إلا المياه المعدنية وكأن لسان حالهم يقول قالتموتوا بعطشكم لكن ليس قبل أن تنتسبوا .
متى يدرك القائمون على شؤون مدينة كيفة أن للشعب كلمته ولو لم يقلها بعد فسيقولها يوما ؟
متى يدرك المنتخبون أن ناخبيهم قد يئسوا من الأمنيات والأحجية التي لاتسمن ولاتغني من جوع .؟
متى أرى ساكنة المدينة وهم يرمون بالبيض والقاذورات منتخبيهم لأنهم لم يحسنوا من وضع المدينة ؟
متى أرى مجازر عصرية في السوق المركزي ليس التي نراها في الشوارع وقد غطى الذباب اللحم المرمي على طاولة خشب قديمة متى أرى الطبيب المداوم في المستشفى المركزي وهو يستقبل مرضاه بأريحية دون أن يهمس في أذن ذويهم ويقول (جوني شور العيادة ادحميس هون ماني صايب) أنت هنا في الأصل من أجلهم ؟
أسئلة تراودني وأمنيات أنام كل ليلة على أمل أن تتحقق وما ذالك على الله بعزيز
وفي انتظار أن يتحقق الحلم بكيفة مدينة وادعة وشوارعها نظيفة تزينها شجيرات الربيع تبقى المدينة هذه الأيام تحت عقاقير مخدرة بفعل التنافس القبلي المحموم وحمى الإنتساب .
حامد ولد إسماعيل