لم يكن مساء السبت:13/02/2012 كغيره من الأميسيات المعروفة لدى الموريتانيين فعلى حنين غرة باغت الجميع محاولة اغتيال رئيس الجمهورية على يد ثكنة عسكرية كانت ترابض باطويله:40 كلم من العاصمة انواكشوط حيث الكارثة الفاجعة التي هزت قلوب الموريتانيين باستهداف رئيس الدولة ولد عبد العزيز إنها فاجعة يهتز لهولها كل موريتاني باعتبار الغدر والخيانة ليستا من شيم الأفاضل وإنما الأراذل ولكن هيهات ألم يكن سيادته هو من اقتلع ولد الشيخ عبد الله من القصر الرمادي في وضح النهار ؟ فكان القدر أن شيئ للعزيزية أن استهدفت في وضح النهاربل وأصيلالا مسائيا حيث كان في مزرعته يتقلب ذات اليمين وذات الشمال وهكذا يقول المثل فكما تدين تدان فهل يتخذ باب العزيزية هذه المرة الموعظة ومراجعة أخطائه قال تعالى: ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ).
وهكذا فمن جاء على ظهر دبابة لابد أن يحور ويعود وينكل به إما رميا بالرصاص أو غدرا لامحالة إنه درس للأتعاظ ومراجعة الذات ومحاسبتها قبل أن تصل إلى بارئهايوم لاينفع مال ولا بنون ........ ولا حتى قبيلة ولا عشيرة ولا حزب ولا سياسي.
موريتانيا والفراغ الدستوري ....... مؤقت أم ديمومي؟ ألم تعد الدولة الموريتانية صبيحة يوم13/10تعيش وضعا دستوريا استثنائيا مؤقتاأم ديموميا لحظة غياب رئيس الجمهورية ألا يجدر بنا وبرئيس الجمهورية تحديد من يخلفه وإن كان الدستور قد حدد سلفا( رئيس مجلس الشيوخ)ألم يهمس فخامته إلى رئيس مجلس الشيوخ بممارسة مهامه مؤقتا لحين شفائه،أم أن الرئيس لازال يجمع كل الصلاحيات كما عهدناه ؟
الواقع أن البلد الآن يعيش فراغا دستوريا على مستوى مؤسسة رئاسة الجمهورية وحينها يجب على الطبقة السياسية اتخاذ الموقف حيال هذه الوضعية وإن كانت سلفا محددة فمؤسسة الرئاسة لاتتحمل هذه الديمومة الفراغية وهكذا فاللغز المحير حول استهداف الرئيس من لدن ثكنة عسكرية ما هو إلا إنقلاب على إرادة الشعب فهل سينجح العسكر هذه المرة ؟ أم أن إرادة الشعب أعتى وأطغى من إرادة العسكر والبندقية والدبابة ؟ فمما لاشك فيه أن العملية منسقة ومضبوطة ومؤقتة أي لها توقيت فهي لم تكن خطأ عرضيا كما قال الرئيس وإنما كانت شيئا مقصودا ومستهدفا لكن الرئيس قال ذلك حفاظا على وحدة الجيش من التآكل فيما بينه ثم خوفا من إجراءانقلاب عليه فهل تفلح البغاث في تمرير انقلابها على العزيزية أم أنها تحاول أن تخرج من عباءتها وصمتها لكي تستنسر؟وهل ستحل اللعنة العزيزية هذه المرة بعد شفائها- ونتمنى له شفاء عاجلا- لتطال الجيش بعد أن كانت لعناته مسلطة لخصومه السياسيين وعلى رأسهم المعارضة الراديكالية ؟.