تتزاحم الوفود القبلية القادمة من مختلف مناطق ولاية لعصابه منذ يومين على منسق حملة انتساب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بمقر إقامته في فندق الضيف بمدينة كيفه السيد عبد الله ولد النم.
ولد النم يستقبل على مدار الساعة هذه الوفود التي تصرح بمضمون واحد هو" أن القبلية الفلانية هي أكبر قبائل الولاية وأنها رضعا وشبابا وشيبا وطرحى فراش هي منتسبة داخل هذا الحزب ومؤيدة حتى "الضلالة" للرئيس محمد ولد عبد العزيز وأنها لا تجد من كعكعة التعيينات ما تستحقه وتطالب بالتالي بتغيير ذلك، ثم إنها تبايع الحزب على السمع والطاعة وأن آلاف البطاقات قد جمعت وأنها تقوم بحملة واسعة في المدن وفي "آدواب والفركان ولكسور" وفي الأودية والمغارات".
ولد النم يتظاهر بالاهتمام وبتسجيل هذه المعلومات وعلى قسمات وجهه يبدو الملل والحيرة ثم يودع الوفد ويستقبل الذي يليه.
هذا هو دأب هذه المجموعات من يوم قدوم المستعمر مرورا بحزب الشعب والأحكام العسكرية وانتهاء بزمن التعددية اليوم.
"بشر" لا يستفيدون من الدروس ولا يقيمون التجارب ولا يأخذون العبر.
كل ذلك يجري في سنة جفاف ماحقة وفي ذروة عطش استثنائية وفي زمن بلغ فيه التردي مداه على كافة الأصعدة الاجتماعية والصحية والمعيشية والتعليمية وغيرها.