لقد سال الكثير من الحبر تحليلا لعملية إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولست هنا لأعضد إحدى النظريات أو أفند الأخرى، لأنما لفت انتباهي هو طغيان العسكر على المشهد السياسي كأن البلد لم ينتج نخبة من المتعلمين تمتلك رؤية لتسييره.
بدأ الأمر بإطلاق عسكري النار (حسب الرواية الرسمية) على الجنرال عزيز, هذا العسكري كأي عسكري يحترم نفسه يقود سيارة غير مجمركة يلتقي بالرئيس الذي هو كأي عسكري يحترم نفسه لا يتوقف عند نقاط التفتيش ويقود سيارة مظلمة النوافذ لينتج عن ذلك الحدث الذي يشغل بال الموريتانيين هذه الايام.
عندما وصل الجنرال إلى المستشفى العسكري منع الوزراء المدنيون من دخول المستشفى وكانت البدلة العسكرية هي سيدة الموقف. ومنذ الحادثة والجنرال غزواني هو من يسير البلاد ويلتقي السفراء ويأمر الوزراء ولم تعترض المعارضة على أي من ذلك طمعا منها أن يقوم الجنرال بانقلاب ولما لم يحدث لها ما تمنت باتت تفكر في التصعيد.
تصعيد المعارضة كان طريفا فقد طالبت فيه المؤسسة العسكرية بالتخلي عن التدخل في السياسة ولكن المفارقة انها اختارت عسكريا سابقا (في عنقه بيعة لعقيد قتل قبل أشهر) لهذه المهمة وفي الصف الامامي خلال مهرجانها أجلست مجموعة من العسكريين السابقين احتفاء بهم.
وقبل المهرجان بيوم واحد أطلق العقيد مسعود ولد بلخير نيرانا صديقة على مهرجان المعارضة بإعلانه عن مكالمة أجراها مع الجنرال ليدخل حينها في مشادة كلامية مع عسكري سابق (وصحفي حالي) أعقبها اعتذار.
في الحقيقة التواجد العسكري في المشهد السياسي صار كثيفا حتى ضعنا بين تصريحات الجنرال وخطاب المقدم واعتراف الملازم ومشادة الضابط.
على المعارضة أن تتوقف عن النفاق السياسي لأحزاب اللافتات وتريحنا من التناوب معها على رئاسة المنسقية وأن لا تكون دوما ملجأ للمغضوب عليهم والضالين.
ليسقط حكم العسكر وليسقط العسكر المعارضون للعسكر أما نحن ففي سقوط حر منذ أن دخلتم حياتنا يوم 10يوليو 78 .