يدخل إضراب الجزارين بمدينة كيفه يومه الثالث ويرفعون منحنى احتجاجهم إلى اعتصام مفتوح ،وقد قامت الشرطة يوم أمس بطردهم من المجزرة فاتخذوا مكانا قريبا منها وتجمعوا هناك حيث استقبلوا الذبائح والهدايا من بعض المتعاطفين كتجار الماشية وغيرهم.
السلطات تصر على تحويل هؤلاء إلى مسلخة جديدة أقامتها وزارة البيطرة شرق المدينة بسبب قرب مكانهم الحالي من المطار ومن المدرسة العسكرية ويرفض الجزارون التوجه إلى المكان الجديد لافتقاره لأدنى الشروط التي يتطلبها العمل كالماء والكهرباء ووسائل صرف الفضلات وغيرها فضلا عن ضيق المكان وجوده في قلب مكبات قمامة المدينة. ولا يجد الجزارون سببا وجيها لتحويلهم إلى هذا المكان غير المؤهل ومع ذلك لا يمانعون في قبوله إذا توفرت فيه الشروط السالفة الذكر.
حاكم كيفه في مفاوضاته مع هؤلاء قال إن إخلائهم للمكان القديم قرار نهائي وتعهد بتلبية مطالبهم بعد ذلك ولا يريد الجزارون الذهاب إلى ذلك المكان قبل أن تنفذ تلك التعهدات.
السكان دخلوا في مبادرات لتوفير اللحم "كالمشاريه" كما تشجع السلطات بعض الأفراد على اقتطاع تراخيص الجزارة للتخفيف من الأزمة وإفشال الإضراب.
وبين هذا وذاك انتعشت تجارة الدجاج واللوبيا (آدلكان) ويتمنى أصحابها أن يطول عمر هذه الأزمة.
الجزارون محقون في مطالبهم إذ أن المسلخة الجديدة لا تصلح لاحتوائهم في وضعيتها الحالية وهو الأمر الذي نبهت إليه وكالة كيفه للأنباء قبل سنة في تقرير في عين المكان.
واليوم يدفع الجميع ثمن ارتجال السلطات وغياب الرؤية الثاقبة والتخطيط لديها وعدم حرصها على مصالح كافة الاطراف.
وفي المدينة يسري حديث شعبي واسع داخل المدينة أن سبب ما يقع اليوم من شد بين الجزارين والسلطات هو "تزبوت" الفقراء حيث ظل الطرفان قبل هذه الأزمة في تحالف قوي مبني على تفاهمات مشبوهة حالت دون الاستجابة لمطلب ملح للمواطنين هوتخفيض سعر اللحم بعد التراجع الكبير في أسعار الماشية الذي تشهده الأسواق منذ أزيد من سنة.