(باريس – المحيط): يسود الغموض الشديد وضع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منذ اليوم، وخاصة بعد الرسالة المكتوبة الموجهة للشعب، والتي غاب عنها صوت صورة الرئيس. وتنقل "المحيط" روايات الموريتانيين الليلة في باريس. وتتوزع هذه الروايات المتضاربة إلى:
رواية، تؤكد أن الرئيس خرج من المستشفى العسكري وأنه في مكان ما من باريس للنقاهة وسيعود في وقت قريب، وتتوقع هذه الرواية عودة الرئيس يوم الأحد القادم. ويورد أصحاب هذه الرواية أدلة متعددة منها تصريحات مسؤولين موريتانيين بخروج الرئيس من المستشفى، ورسالته بأن "الأمور على خير". كذلك مبادرة المملكة المغربية ( ذات الاطلاع الواسع على ما يدور في الكواليس الفرنسية)، وعلى لسان العاهل المغربي بتهنئة ولد عبد العزيز بمناسبة الأضحى. بعد صمت مغربي دام أسبوعين على الحادث.
ووفق هذه الرواية سيعود الرئيس عودة المنتصر، لتفعل المفاجأة فعلها، بعد أن حبس الموريتانيون أنفاسهم طيلة أسبوعين.. وستكون عودة الرئيس أشبه بعودته من حادث سقوط طائرته إبان الحملة الرئاسية 2009.. وبذلك يثبت "طائر الفينيق" أنه أقوى من "النيران الصديقة" و"العدوة".
وتؤكد "المحيط" هنا أن أبناء الرئيس الموريتاني عادوا مساء اليوم من باريس إلى العاصمة نواكشوط باستثناء ابنه أحمد ولد محمد ولد عبد العزيز، الذي لا يزال في فرنسا رفقة والدته تكيبر بنت ماء العينين.
الرواية الثانية، مناقضة تماما لهذه الرواية وتؤكد أن صحة الرئيس لا زالت في خطر، وأنه ربما نقل من مستشفى "ابيرسي" العسكري إلى مستشفى "فال دكراس" العسكري أيضا، بدواعي الاختصاص. الرواية الثالثة: تقول إن الفرنسيين بدأوا الترتيب لحقبة ما بعد ولد عبد العزيز، وإن الغموض الذي أحاطوا به صحة الرئيس، إنما هو إجراء لكسب الوقت حتى يتم ترتيب كافة الأوراق التي لا تحتمل الخلط في هذا التوقيت الحساس داخليا وإقليميا.
الرواية الرابعة، ودائما في"مجتمع باريس الموريتاني"، فإن الرئيس تعرض لانقلاب من مرحلتين "رصاصة النيران الصديقة" ثم "الرصاصة الطبية" في "ابيرسي" أحد أكثر مستشفيات العالم غموضا. ومهما يكن فإن الرئيس الموريتاني تعرض طيلة هذه الفترة لوابل من "النيران الصديقة"، بل يمكن وصف المرحلة الحالية بأنها "أزمة النيران الصديقة" بالنسبة للنظام ولمعارضته، حيث غابت صورة الرئيس، وجمد النشاط الاحتجاجي المناوئ.
ويبدو أن كل أضواء باريس، عاصمة النور، لم تستطع حتى الآن إنارة الرأي العام الموريتاني القلق على صحة رئيسه وعلى تبعات وتحولات مشهد ما بعد الثالث عشر أكتوبر. لكن يبدو أن الستارة تحركت، و"اللعبة اكتملت"، فمن شبه المؤكد أن اليومين القادمين (السبت، الأحد) سيحملان الأجزاء الباقية من صورة أحد أكثر ملفات الدولة الموريتانية غموضا في التاريخ.