حصلت السفير على معلومات شديدة الاطلاع تفيد بأن موريتانيا يتم تسييرها الآن من قبل سفيرها في باريس محمد محمود ولد ابراهيم اخليل، الذي ما زال في طور الاقتراح، ولم تعتمده السلطات الفرنسية حتى الآن. وأوضحت المصادر أن نفوذ ولد ابراهيم اخليل المفاجئ جاء نتيجة للقوانين التي تحكم مستشفى بيرسي الذي يتعالج فيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والتي تقتصر التعامل مع أسرة المريض
أو من تنتدبه لهذا الغرض، حيث قامت زوج الرئيس تكيبر بنت ملعينين بتفويض السفير بالتعامل مع المستشفى. وقد توصلت عائلة الرئيس وممثلها لدى المستشفى إلى اتفاق يقضي بمنع زيارة ولد عبد العزيز، بعد أن كانت متاحة خلال أسبوعه الأول في باريس، وذلك بعد التدهور الكبير في حالته الصحية وهبوط وزنه بنسبة عالية جدا.
ونجح ولد ابراهيم اخليل وزوج الرئيس في طرد مديري الديوان والتشريفات من باريس، وحجب الرئيس عن أقاربه الوافدين لعيادته، غير أن ولد ابراهيم اخليل عاد واستأنف التعامل مع مدير الديوان إسلكو ولد إزيد بيه، حيث أمره أمس بإصدار بيان رئاسي بعطلة يوم الأحد القادم، رغم أنه لم يكن اليوم الموالي ليوم العيد؛ كما جرت العادة، كما زوده في وقت متأخر من مساء أمس بخطاب الرئيس المكتوب، والذي بثته وسائل الاعلام الرسمية.
ولد إزيد بيه توصل بالخطاب غير أنه اعتبره مقدمة لخطاب مصور أو مسجل ولم يقم بتسليمه لوسائل الاعلام من اجل إدراجه في النشرات المسائية، مما جعل ولد ابراهيم اخليل يستفسره عن السبب في عدم بث الخطاب في بداية النشرة، وقام على الفور بالاتصال بالوزير الأول ليصدر له أمرا ببث الخطاب قبل انتهاء النشرة، وهو ما تم بالفعل.
ولحد الساعة لا يزال الوزير الأول يتلقى الأوامر من ولد ابراهيم اخليل، وكان آخرها تفويضه بتمثيل الرئيس في صلاة عيد الأضحى اليوم. أما العسكريون فلم يقوموا بأي دور في تسيير البلد منذ إصابة الرئيس، مكتفين بضبط الجانب الأمني لحين انقشاع غبار الأزمة، وإن كانت هنالك مصادر تتحدث عن أن سبب انزواء العسكر في هذه الفترة كان متعمدا من قبلهم حتى لا يحصل أي تطور للوضع قد يفضي بهم إلى استلام السلطة ويوصف بأنه انقلاب عسكري.
فهل سيتدخل العسكر؛ خلال الفترة القادمة، كما يشيع البعض، في سير الأمور؟.. أم أنهم سيكتفون بإمساك الملف الأمني؟