أجرت وكالة كيفة للأنباء مقابلة مع الأكاديمي البارز وأحد أبناء ولاية لعصابه أ.د. محمدو ولد لمرابط ولد اجيد، رئيس المركز الموريتاني للتنوع الثقافي ومحاربة الغلو والتطرف، (CMDCE)الذي أحرز في 3 من شهر نوفمبر الجاري، على شهادة الزمالة الدولية في مجال تسيير الحوار، من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، (CAIICID) بعد أن شارك في ثلاث دورات تكوينية حول الحوار بين أتباع الأديان وتعزيز التعايش بين الثقافات، إضافة إلى تكوين حول الآليات والوسائل التدريبية المتعلقة بموضوعات الحوار وتطبيقاته بالإضافة إلى وسائل حل النزاعات ذات الخلفيات الدينية.
وكالة كيفة للأنباء: ماذا يعني لك المشاركة في برنامج الزمالة الدولية لمركز الملك عبد الله ابن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات؟
محمدو ولد لمرابط ولد اجيد : قبل كل شيء أشكركم على إتاحة الفرصة، وأهنئ الشعب الموريتاني والقيادة الوطنية والسلطات العسكرية والأمنية بمناسبة حلول الذكرى57 لعيد الاستقلال الوطني، للإجابة على سؤالكم، فإن المشاركة في برنامج الزمالة الدولية، تعتبر فرصة لاكتساب مهارات الحوار مع الآخر، والتعارف وتبادل الخبرات مع جنسيات وديانات وخلفيات متنوعة، تمهد الطريق للفكر البشري من أجل أن يستوعب الآخر ويفهمه، ومن هذا المنطلق كنت حريصا على مواكبة هذه التجربة الهامة والفرصة الذهبية في مسيرتي المهنية، حيث تساعدني كثيرا في إيجاد مساحة فكرية لتطوير المنظومة الأكاديمية المتعلقة بمواد الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، وغيرها من المعتقدات، كذلك فإن تجربة " كايسيد" مهمة للاطلاع على مصادر كل ثقافة وأهميتها من حيث التنوع.
وكالة كيفة للأنباء: كيف يمكن استثمار المعرفة التي يمنحها برنامج الزمالة الدولية في العالم العربي لإقامة الحوار بين أتباع الأديان وايجاد حلول مستدامة للسلام والتعايش السلمي؟
محمدو ولد لمرابط ولد اجيد: يتيح برنامج الزمالة الدولية فرصة للمشاركين من أجل بناء شبكة للتعاون معا من أجل معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات العربية المتنوعة، من خلال حوار يجمع بين جميع الخلفيات الثقافية والمعتقدات الدينية، لإلغاء الحواجز النفسية وتقوية جسور التواصل بين الفئات الاجتماعية المصنفة دينيا، والوقاية من الفتن والبغضاء اللتين تغذيهما ظاهرة استغلال التعاليم الدينية لتبرير العنف والإقصاء.
وكالة كيفة للأنباء: الى أي مدى يمكن للقيادات والمؤسسات الدينية، إلى جانب صانعي القرار ومكونات المجتمع كافة، أن تدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوّع وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب، في ظل تنامي ظواهر التطرف والارهاب والعنف باسم الدين؟
محمدو ولد لمرابط ولد اجيد :إن التفاهم والتعاون بين الأديان والتواصل والتنسيق بين القيادات الدينية وصانعي القرار (السلطة السياسية) ومنظمات المجتمع المدني، كلها مسائل ضرورية للعمل معاً لاستئصال المسببات الفكرية للإرهاب، ونقض المرتكزات التي يتكئ عليها، مع ضرورة توفير الموارد المادية والبشرية لذلك، لأنه في الحقيقة إلى حد الآن يلاحظ أن خزائن القائمين على الاٍرهاب مليئة بالنقود ، أما خزائن القائمين على مواجهته فكريا فارغة، ولا إمكانيات مادية لديهم. وهو أمر ضروري، حتى نصل إلى بناء جسور من التعاون والتفاهم بين الأفراد والمؤسسات الدينية وصانعي القرار السياسي لتعميق التعاون والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع لترسيخ التعايش وبناء السلام وتوحيد الجهود لمكافحة العنف والتطرف والإرهاب.
وكالة كيفة للأنباء :ما هو برأيك أهمية اطلاق مبادرات محلية وإقليمية وعالمية لمكافحة الإرهاب ولمعالجة التطرف والحد منه وترسيخ الوسطية والاعتدال ونشر ثقافة الحوار دينياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً؟
محمدو ولد لمرابط ولد اجيد: تكمن أهمية إطلاق مبادرات محلية لمكافحة الاٍرهاب والتطرف العنيف في تهيئة خلايا وتكوينها على مناهضة الإرهاب والتطرف العنيف، لإبراز موقف الدين من بعض المظاهر المعاصرة كالتطرف والغلو والإرهاب وتعزيز دور الشباب في إرساء قواعد الحوار بجميع جوانبه، واحترام الآخر وتعزيز الأمن والمسؤولية الوطنية وإبراز دور الأديان في التسامح والاعتدال والتعايش الثقافي والاجتماعي، وتأكيد دور الأسرة في التربية وإحساس الفرد بقيمته.
وكالة كيفة للأنباء: كيف يمكن أن تسهم في العمل من أجل الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في ضوء المواطنة المشتركة، وتوفير منصات تسهم في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي، وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة؟
محمدو ولد لمرابط ولد اجيد : يمكنني المساهمة، في ذلك ، انطلاقا من المركز الذي قمت أنا وزملائي بإنشائه ( المركز الموريتاني للدراسات والتنوع الثقافي ومحاربة الغلو والتطرف CMDCE)، وهو ينطلق من أن محاربة الأفكار لا يمكن أن تكون إلا بالأفكار، وبالتالي فهو يرى أن العمل على إقامة ندوات وحوارات علمية بين العلماء والمفكرين والفقهاء، وورشات تكوين هادفة لشريحة الأئمة والشباب حول أهمية التنوع الثقافي ومحاربة الغلو والتطرف، وتجميع قاعدة بيانات لأهم الدراسات والأبحاث ذات الصِّلة، بما يخدم التنمية الاجتماعية، تشكل مجالا لدعم الجهود في استغلال التنوع الثقافي الاستغلال الأمثل لتحصين مجتمعاتنا ضد الغلاة، من دعاة التفرقة العنصرية والدينية وآفاتها، والوقاية من التطرف والعنف والإرهاب، وتعزيز التعاون البيني مع المؤسسات الدينية والسياسية والقيادات الروحية والمجتمع المدني من خلال مشاريع منصات مختصة مشتركة.
وكالة كيفة للأنباء: أشكركم على سعة الصدر.
أجرى الحوار، المدير الناشر للوكالة الشيخ ولد احمد