يعد أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني الذي حل بقطاع غزة اليوم أول رئيس دولة يزور هذا القطاع وتعتبر هذه الزيارة ذات دلالات كبيرة ، قد وصفها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية بأنها كسرت الحصار سياسيا واقتصاديا وشكلت صلة مباشرة مع القطاع. والواقع أن الحصار سيبقى قائما لبعض الوقت على الأقل وما طرأ هو فقط التسهيلات التي توفرها السلطات المصرية الجديدة بشأن العبور من رفح، وهي تسهيلات ستستمر باستمرار السلطتين الحاليتين في مصر وقطاع غزة واللتين تربطهما علاقات خاصة.
كما أنها مثلها مثل الزيارة وكلما قد يساهم في استقلال القطاع عن باقي فلسطين، لا تشكل مصدر إزعاج للسلطة الإسرائيلية مادامت في الحدود التي تخدم سياستها.
وقد جاءت زيارة الأمير القطري في ظروف حرجة بالنسبة لوحدة الفلسطينيين، فهي تعقب الفشل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تم الاتفاق على تشكيلها في القاهرة وتصادف انتهاء الانتخابات البلدية المنظمة من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله والتي قاطعتها سلطة حماس في غزة. كما تعتبر بمثابة اعتراف بسلطة القطاع مما يجعلها مصدر تشجيع لهذه الأخيرة لمواصلة ابتعادها عن سلطة الضفة واتجاهها صوب مصر، ولا شك أن هذا الاتجاه الذي تدعمه عوامل عديدة في الوضع الراهن لن يشكل مصدر قلق لإسرائيل لأنه سيعيد فلسطين إلى وضع قريب من وضعها قبل 1997 : (ضفة غربية تحت الاحتلال الإسرائيلي وتتوفر على قدر كبير من الانفتاح على الأردن، وقطاع تحاصره إسرائيل ويتبع في مجالات عديدة لمصر).
الكاتب الصحفي أحمد ولد الحباب