منذ أن اعلن عن مسألة التعديلات الدستورية قبل ثلاثة أشهر وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين من أبناء مدينة كيفه وهم يملأون الإعلام بالمبادرات الداعمة واللافتات المؤيدة والاجتماعات المصفقة ، مظهرين استماتتهم في حب النظام وتمكنهم من رقاب الجماهير.
و يوهمون السلطات المحلية بقوتهم وشعبيتهم ولا يتركون فرصة تضيع إلا برهنوا على ذلك باستعراضاتهم الكرتونية وبأنشطتهم الشكلية، وعند انطلاق الحملة الممهدة للاستفتاء على الدستور ملأوا المدينة ضجيجا وضوضاء ورفعوا القماش في كل شارع وزقاق .
ولما حان اختتام هذه الحملة غادر بعضهم خلسة وهو يفرون من يوم الحصاد واغلقوا هواتفهم لإدراكهم أن لا يد لهم في نهاية المطاف على آراء الجماهير وأن النتائج ستكذبهم.
وفي صبيحة يوم الاقتراع تفاجأ هؤلاء فقد بدت ساحات المكاتب خاوية من المصوتين فتواروا إلى بيوتهم وبدأوا في شد الرحال إلى انواكشوط لهول الصدمة دون أن يشكروا أو يودعوا ما أدعوا من قواعد شعبية.
لقد انكشف السر وأزفت ساعة الحقيقة وتبين أن هؤلاء لا يملكون غير أنفسهم وعوائلهم.
في مكاتب ذات رمزية كبيرة على تماس مع المباني الحكومية بمدينة كيفه في أحياء الجديدة ولقليك والقديمة امتنع المواطنون عن التصويت.
مديرو ن كبار عينوا في مناصبهم على أساس ما كانوا يظهرون من شعبية يعيشون الآن على أعصابهم بعد أن هزم الاستفتاء بنسبة 62 % في مكاتبهم ولم يستطيعوا رغم التزوير تحقيق أكثر من 38 %
فهل تعصف هذه النتائج بهؤلاء بعد انكشاف حقيقتهم ووزنهم ؟