رغم حملة الترهيب والترغيب ورغم استغلال وسائل الدولة ورغم تجييش العوام تحت لواء القبائل والجهات، ورغم القمع الشديد والحصار الذي مورس على الرافضين للتعديلات اللادستورية فإن الشعب الموريتاني لقن هذا النظام درسا لن ينساه .. حتى ولو لجأ لأقذر وأدنى وسائل التزوير والياته حيث صوت بعض الاشخاص اكثر من عشر مرات في مكتب واحد خاصة في الداخل؛ كما تم رصد تزوير المحاضر إذ كتبت فيها أرقام بعيدة عما حصل فعلا.
في بعض عواصم الولايات انتهى الوقت ولم تصل نسبة المشاركة 20% وفي بعض المقاطعات في الداخل لم تصل إلى 30% أما انواكشوط فقامت بثورة صامته ومحترمة ومهذبة ومسؤولة ضد هذا النظام؛ ومن شبه المستحيل أن تتجاوز نسبة المشاركة فيه 20%.
والمؤسف أن النظام وأجهزته المفسدة سياسيا وإداريا وسلطويا لم يستوعب الدرس ويعالج الخلل وإنما سلك مسلك من سبقوه بقلب الحقائق والتزوير؛ وهو ما سيدخل البلد في نفق مظلم ويشوه صورته بالعودة إلى أساليب كنا نحسبها انتهت الى غير رجعة.
شكرا للشباب الرافض المعتقل منه والمقموع؛ وشكرا لغرفة مجلس الشيوخ خاصة أغلبيتها الساحقة التي أسقطت هذه المهزلة دستوريا وتشريعيا؛ وشكرا لأحزاب المعارضة وتشكيلاتها ولجالياتنا في الخارج؛ وشكرا لهذا الشعب العظيم الذي مل كذب نظام ولد عبد العزيز وتزوير نظام ولد عبد العزيز ومواعيد نظام ولد عبد العزيز العرقوبية؛ حيث استمر كل ذلك عقدا من الزمن.. وكفى!
ستلاحق لعنة التاريخ اؤلئك الذين زوروا ويعرفون انهم زوروا بالتصويت أكثر من مرة؛ وباستخدام اوراق غيرهم؛ والذين استغلوهم وامروهم وأطروهم؛ والذين زوروا المحاضر مقابل مبالغ زهيدة أو بسبب طلبات أو أوامر من مسؤولين فاسدين أو نافذين قبليين مفسدين. وكذلك الذين شهدوا على التزوير والقمع وسكتوا لأي سبب كان!
لقد رجعت موريتانيا اليوم إلى حقبة سوداء يتحتم على الجميع العمل الجاد لانتشالها منها؛ نعم لانتشالها منها.. لقد استطاعت العصابة الحاكمة ومشتقاتها أن تحصد هذه الانتكاسة الركيكة!
لكن الوطن أبقى من كل حاكم!