لا يبدو واضحا بالتحديد مايراد تحقيقه من وراء التسريبات المنسوبة للسيناتور ولد غده.
أهي محاولة لإثبات محورية بوعماتو في الحراك المعارض؟ أم هي داخلة في إطار مسعى لتلطبخ سمعة رموز سياسية وطنية معارضة لنهج رأس السلطة ؟
لعل من المعلوم أن بوعماتو ما عاد يخفي معارضته للنظام منذ أن غادر البلاد بعدما تبين له أن الرئيس الذي عمل بكل إمكاناته واستخدم كل علاقاته لتشريع انقلابه الفج؛ ليس سوى منافس تجاري لا يقبل أن يكون له في السوق نظير...
فقد نقل أكثر من مصدر عن الرجل أنه أراد لعزيز أن يكون قائدا وربانا لسفينة البلاد فلم يرض إلا ان يكون تاجرا..
ولعل بوعماتو شعر بالذنب وأحس بشيء من المسؤولية عن ما ءال إليه حال البلاد من ترد في كل مجالات الحياة بعد مرور سنوات على تمكينه لولد عبد العزيز ..فأراد التكفير عن خطئه وتصويبه فقرر دعم القوى المعارضة بالمال تماما كما فعل مع الانقلابي عام 2008 يوم استولى على السلطة مقررا إنهاء انتقالها السلس من الجيش للمدنيين.
لا تبدو محاولة تشويه المعارضين من خلال التسريبات بما تحتويه من معلومات عن تلقيهم أموالا من رجل الأعمال بوعماتو مسألة قابلة للرواج خاصة أن الجميع لا يزال يتذكر الإسناد المالي الضخم لحملة الرئيس ولد عبد العزيز في انتخابات عام 2009 من طرف بوعماتو بل واحتضان إدارتها في فندقه "أتلنتيك عزة" .
فهل يقبل عقل أن تكون أموال بوعماتو حلالا حلا باردا عذبا حين تنفق لإسناد ولد عبد العزيز،،فيما تستحيل حراما حين تكون لدعم حراك يعارضه؟
عن صفحة الكاتب محمد سالم ولد الخليفه