الرئيس عزيز يستعد لتقسيم الموريتانيين من خلال تغيير العلم وأشياء أخرى ملحقة، متجنبا القضايا الرئيسية، كما يقول كاتب عمود موريتاني مستنكرا الاتجاه نحو الاستفتاء على تعديل الدستور.
في واحدة من أفقر الدول في العالم يحشد الرئيس الأموال العامة لاستشارة شعبية على بعض الإصلاحات المؤسسية التجميلية بما في ذلك إزالة مجلس الشيوخ وتغيير العلم، بإضافة خطين أحمرين لتمثيل "دماء الأجداد ودماء الأجيال القادمة التي سوف تكون على استعداد لدفعها ثمنا لحرية بلدهم". دون تعليق. كيف يمكن أن يستقيم هذا الأمر في بلد يعاني من الفقر لدرجة أن الناس لا يملكون ما يكفي من الطعام. الديمقراطية وحيوية وقدسية المؤسسات للوصول إلى دولة القانون هذه أمور لا تقدر بثمن ولكن لها تكلفة.
في حالة موريتانيا، يصر الرئيس عزيز على تنظيم ذلك الاستفتاء الخطير وعديم الأهمية. فالرئيس المفترض أن يكون ضامنا للوحدة الوطنية، وبدلا من ذلك يساهم أكثر في تقسيم الموريتانيين. وعلاوة على ذلك، فإن أهم جزء من المعارضة يدعو لمقاطعة الاستفتاء، الذي لن يجلب أي قيمة لهذا البلد المنكوب والذي يواجه تحديات سياسية واجتماعية كبيرة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك نقاشا حول مشروعية هذا الإجراء من خلال استخدام المادة 38 من الدستور، فقد ظهر الرئيس الموريتاني بمظهر المتعجرف في تحديه للقواعد الأساسية للحوار السياسي التي تحكم الحياة الديمقراطية. فالرئيس ينظر إلى معارضته بازدراء، بل أكثر من ذلك لا يقيم وزنا لأغلبية ساحقة من مجلس الشيوخ صوّتت ضد التعديل وهو ما يثبت مرة أخرى صعوبة أن قائد الانقلاب السابق يمكنه أن يعتنق الديمقراطية.
الرئيس حريص على استبدال مجلس الشيوخ بالمجالس الإقليمية، وإزالة للمحكمة العدل العليا وتغيير النشيد والعلم. والحقيقة أن أهم المعارك لموريتانيا هي في مكان آخر. فهي على سبيل المثال في بناء دولة شاملة يشارك فيها الجميع، بغض النظر عن لون البشرة. فالعبودية لا تزال ممارسة شائعة في البلاد على الرغم من الحظر الرسمي لها. وهناك حاجة ملحة لوقف هذه الهمجية الحقيقية في البلاد وإبداء أبسط الاحترام لكرامة الإنسان.
من المرجح أن الاستفتاء سينظم ويحتمل أن يفوز المعسكر الرئاسي، ولكن جراح البلاد ستظل مفتوحة بسبب هذا الاستقطاب السياسي الشديد. فماذا عن المستقبل، خصوصا أن الأغلبية تلوح بتغيير آخر للدستور للسماح للرئيس الحالي بالترشح لولاية ثالثة؟ تبقى موريتانيا بلدا قلقا تعصف به الطموحات الصغيرة للقائد.
ترجمة موقع الصحراء