اختتم مشروع مكافحة الفقر في آفطوط الجنوبي وكركورو PASKII مساء أمس تكوينا ميدانيا لصالح 60 مزارعا يمثلون زملاءهم في المقاطعات الثلاث التي يتدخل فيها المشروع ، حيث جرى هذا التكوين الذي دام خمسة أيام في :
في حقول الدلقه بمقاطعة أمبود
اندومل أدباي في مقاطعة ولد ينج
كفيره بمقاطعة كنكوصه.
وقد جرى افتتاح هذا النشاط وكذلك اختتامه بحضور المندوبين الجهويين لوزارة الزراعة وممثلي مشروع PASKII بهذه المقاطعات.
ويهدف هذا التكوين إلى تدريب المزارعين المشاركين على الطرق والمهارات اللازمة للتمكن من تطبيق تقنية "الزاي" في مزارعهم وبالتالي تعميمها على كافة الحقول الزراعية في هذه المقاطعات التي تعتمد في الأساس على الزراعة المطرية.
وتقوم هذه التقنية المنتشرة في بعض الدول الافريقية ذات البيئات والمناخات المشابهة على عمل حفر في الساحات المزروعة قبيل التهاطلات المطرية وإضافة كميات من السماد العضوي المحلي الكامل التحلل (العرصه) إليها وذلك بأبعاد تراوح بين 1م إلى 0.8م وبعمق 20سم بقطر قدره 30مم لكل حفرة.
وهي العملية التي تعيد إلى الأراضي الزراعية خصوبتها وتساعد في نفاذ المياه إلى التربية حيث تأتي بعد عملية تسبقها هي إقامة ما يعرف بالسلاسل الحجرية التي تساعد في تروية الأراضي لما يترتب عليها من تسرب بطيئ للمياه. وبالتالي نحصل بهذه العملية على حقل مدرسي تتزاوج فيه تقنية "الزاي" مع تقنية السلال الحجرية .
ويجري هذا الاستصلاح التجريبي ل 6 هكتارات في المناطق الثلاثة المذكورة ويخطط المشروع بعد دراسة نتائج هذه التجربة وثبوت نجاعتها لاستصلاح ما بين 200 إلى 500 هكتارا.
إلى جانب ذلك يقوم المشروع بدفع تعويضات نقدية معتبرة للمزارعين المشاركين في هذه التكوينات تشجيعا لهم وعونا لأسرهم وعوائلهم.
وهو الأمر الذي يمتن له هؤلاء ويخلف فيهم أثرا كبيرا وانطباعا حارا اتجاه المشروع.
ويسعى المشروع من خلال هذه العملية الكبيرة إلى أن يشكل المكونون نقاط ارتباط تفضي إلى نشر هذه التقنية على مستوى كافة مناطق تدخله حتى تصبح طريقة وأسلوبا لمعالجة الأراضي بعدما فعلته عوامل التعرية والتصحر وتقلبات المناخ.
وفي الإطار يشرف المشروع على إعداد مجامع للخميرة (الكومبوست) من المواد المحلية العضوية وذلك في طريق تحقيق هدف أسمى لديه وهو إقامة زراعة ابيولوجيه خالية من السماد المعدني والكيمياوي ومعتمدة على السماد العضوي كامل التحلل لما يجلب من مكاسب للمزارعين فهو رخيص بل مجاني وهو أيضا نظيف من أي مضاعفات صحية.
لذلك يقول المنسق الفني للمشروع على مستوى الوحدة المقاطعية لكنكوصه وول ينجه المهندس الشيخ ولد محمدن أنهم بصدد إقامة "كومبوست" للسماد المحلي في بلدة "بوظلل" سيوفر عشرات الأطنان للمزارعين ويمكنهم من الحصول على هذه المادة بكل سهولة وبالنوعية الفنية اللازمة.
محمد الأمين ولد الطالب أعمر مزارع بكنكوصه تحدث إلى وكالة كيفه للأنباء من ورشة العمل فقال : استجبنا لتطبيق هذه التقنية بسرعة لثقتنا في مشروع PASKII واستوعبنا كافة العمليات المتعلقة بها وسوف نطبقها في حقولنا ونعلمها لغيرنا حتى تعم الفائدة. ويذهب المزارع ببلدة "أويد انيقله" نفس المنحى فيشكر المشروع بقوله أنه يدفع لهم النقود مقابل ما ينجزون لأنفسهم وهو أمر نادر إلى أبعد الحدود ثم يؤكد فهمه لتقنية"الزاي" وعزمه على اتخاذها أسلوبا جديدا ونشرها في محيطه.
مندوب وزارة الزراعة بولاية لعصابه حضر اختتمام العملية بحقول كفيره وقد شكر في كلمة له مشروع PASKII لما يبذله من جهود جبارة لصالح المزارعين و تمنى أن يكون المتدربون قد تمكنوا من معرفة كافة جوانب التقنية وطلب منهم حسن تطبيقها وتعميمها لتحسين الانتاج ومضاعفته وأكد أن الدولة مستعدة لتذليل كل العقبات والتماس الحلول لكافة مشاكل المزارعين.
بدوره شكر ممثل المشروع المزارعين على الاستجابة السريعة وعلى الانضباط والجدية وطالب المستهدفين بالتحرك العاجل من أجل تزويد زملائهم في كل المناطق بهذه التقنية وحثهم على اتخاذها طريقة وأسلوبا في زراعة حقولهم ، معربا عن استعداد المشروع لتقديم المزيد. ومثل هذا التكوين مهرجانا عمليا التقى فيه المزارعون من كافة البلدات وتبادلوا الآراء والخبرات مع فني الزراعة بالولاية كما شكل ملتقى فلاحيا بكل امتياز أبان عن الكثير من الاستعداد والتفاني لدى المزارعين الذين شاركوا في العملية شيبا وشبابا، وأظهر العلاقة الحميمية والثقة المنقطعة النظير لهؤلاء اتجاه مشروع PASKII
ويشار إلى أن هذا المشروع الكبير يتدخل لصالح الفقراء في هذه المقاطعات بشكل قوي وناجع وقد نال بسبب ذلك رضا السكان وتجاوبهم وشكل أسلوبه في العمل قطيعة مع أساليب المشاريع السابقة التي تميزت بالفساد والنهب ولم تحدث أي أثر في حياة الناس هناك.