تبث التلفزة هذه الأيام مناظرات بين المعارضة والموالاة بين ممثلين من الأغلبية الرئاسية وآخر من المعارضة الراديكالية التى كانت تنادى قبل فترة وجيزة بضرورة رحيل الرئيس ولد عبد العزيز، وهو الزعيم والقائد الملهم المحبوب فى نظر الطرف الآخر.
فجأة أصبح الطرفان الذين كانا يخوضان حربا لا هوادة فيها يتناظران على التلفزيون وكأن شيئا لم يكن. فما الذى حدث حتى قاد هذين الغريمين المتشاكسين إلى الجلوس والتحاور على مائدة واحدة بشيء من الهدوء أكثر من المعتاد؟ هل هو بداية لذوبان الجليد بين الطرفين؟ أو أنهما قد تخليا عن منطق الصراع العبثي بينهما؟
على الأرض وبكل موضوعية لم يتغير شيء فى العلاقة بين الطرفين. فالرئيس لم يفوت الفرصة خلال آخر خرجاته الإعلامية من أجل النيل من المعارضة. كما أنها تبادله الهجوم خلال مؤتمراتها الصحفية التى هي النشاط الوحيد الذى عادت إليه المعارضة بعد انتهاء عطلة شهر رمضان.
ومع ذلك فإن هناك ما قد تغير فى صفوف الموالاة وكذلك فى صفوف المعارضة. حتى وإن لم يعترف أي منهما بالهزيمة، فكلاهما يريد إعطاء الانطباع بأنه مستمر فى مشروعه السياسي، إلا أن هناك إشارات بدأت تظهر هنا وهناك عن السأم فى كلا المعسكرين. ومن البديهي أن كلا الخصمين لم يستطع أن يهزم الآخر. هي مباراة صفرية إذن فى أبرز تجلياتها.
Biladi 674
ترجمة الصحراء