يشير أحدث تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول "التوقعات بخصوص المحاصيل وحالة الغذاء" إلى أن الانتاج الزراعي الكبير في بعض مناطق العالم يعزز الامدادات الغذائية العالمية ولكن القتال والاضطرابات الطويلة تزيد أعداد المشردين والجوعى في مناطق أخرى . ووفقاً للتقرير هناك ما يقارب 37 دولة منها 28 في أفريقيا تحتاج إلى إمدادات غذاء خارجية.
ويظهر التقرير أيضاً أن النزاع المدني ما يزال السبب الرئيسي لحالة انعدام الأمن الغذائي الشديد، حيث كان السبب وراء انتشار ظروف المجاعة في جنوب السودان وتعرض السكان في اليمن وشمال نيجيريا بشكل كبير لخطر المجاعة المحلية. كما تفاقم الأحوال الجوية السيئة خطر المجاعة في الصومال، بينما يشكل اللاجئون نتيجة الصراعات الأهلية في دول مثل العراق وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى ضغطاً إضافياً على إمدادات الغذاء المحلية في الدول المستضيفة.
ويقدر وجود 5.5 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي في جنوب السودان، حيث وصلت أسعار الذرة والذرة الرفيعة الآن إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في نيسان/ ابريل 2016. وفي الصومال، فإن ما يقارب 3.2 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الغذائية والزراعية الطارئة، بينما ارتفع العدد في اليمن ليصل إلى 17 مليون شخص. وفي شمال نيجيريا، تسبب الاضطراب الناجم عن النزاع في تعرض 7.1 مليون شخص لانعدام الأمن الغذائي الحاد في المناطق المتضررة، مع وجود عدد أكبر من هؤلاء ممن يعانون من أحوال قاسية وإن كانت أقل خطورة.
والدول الـ 37 التي تحتاج حالياً للمساعدات الغذائية الخارجية هي: أفغانستان وبوركينا فاسو وبوروندي والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وغينيا وهايتي والعراق وكينيا وليسوتو وليبيريا وليبيا ومدغشقر وملاوي ومالي وموريتانيا وموزامبيق وميانمار والنيجر ونيجيريا وباكستان وسيراليون والصومال وجنوب السودان والسودان وسوازيلند وسوريا وأوغندا واليمن وزمبابوي.
ارتفاع الإنتاج في جنوب القارة الأفريقية بينما يعاني شرق القارة من الجفاف
رغم أن الانتاج العالمي من الحبوب يقترب من مستوياته القياسية، إلا أن هذا الإنتاج يختلف بين منطقة وأخرى. ومن المتوقع أن تسجل امريكا الجنوبية ارتفاعاً قوياً في الإنتاج، يتصدرها البرازيل والأرجنتين.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج الإقليمي في جنوب القارة الإفريقية بنسبة 45 بالمائة مقارنة بعام 2016 عندما تأثرت المحاصيل بظاهرة النينيو، حيث يتوقع أن يسجل محصول الذرة رقماً قياسياً في كل من جنوب أفريقيا وزامبيا. ومن المفترض أن يساعد هذا في تقليص انعدام الأمن الغذائي في عدد من الدول مثل ليسوتو وملاوي وموزامبيق وسوازيلند وزمبابوي.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الإجمالي للإمدادات الغذائية في منطقة الساحل جيد نظراً للمحصول الوفير الذي أنتجته المنطقة على مدار عامين متتاليين.
ومن جهة أخرى، تعاني منطقة شرق أفريقيا من عدم كفاية هطول الأمطار في بداية موسم 2017، بالإضافة إلى إصابة المحاصيل بدودة الحشد الخريفية وتعرض المنطقة لنزاعات محلية. ونتيجة لذلك، يقدر وجود 26.5 مليون شخص في هذه المنطقة بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، ويمكن أن يتفاقم الوضع أكثر خلال الأشهر القادمة مع بلوغ موسم العجاف. ويقدر وجود 7.8 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا حيث تسبب الجفاف في تآكل المحاصيل والمراعي في المناطق الجنوبية.
فضلاً عن ذلك، أشار التقرير إلى أن أسعار الحبوب المحلية قد بلغت مستويات غير اعتيادية في شهر أيار/ مايو، وارتفع السعر المحلي للذرة بما يقارب 65% هذا العام في أجزاء من كينيا وتنزانيا وأوغندا.
ومن المرجح أن يتسبب الجفاف الشديد في سريلانكا، والذي تبعه أمطار غزيرة وفيضانات محلية آخر شهر أيار/ مايو، في تخفيض انتاج محصول الأرز في البلاد إلى الثلث تقريباً مقارنة بالمعدل المعتاد. وقد ارسلت الفاو وبرنامج الأغذية العالمي في آذار/ مارس 2017 بعثة مشتركة لتقصي وضع المحاصيل والأمن الغذائي وتقييم أثر الجفاف، ومن المتوقع أن تصدر نتائج البعثة الأسبوع القادم.
كما تشير التوقعات إلى احتمال ازدياد انتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، المكونة من 52 بلداً، بنسبة 1.3 بالمائة هذا العام ليصل إلى 480 مليون طن، بفضل الأداء القوي الذي حققته الهند وارتفاع الانتاج في دول أفريقيا الجنوبية.