قرر حزب الاتحاد من اجل الجمهورية إيفاد وزير المياه السيد محمد عبد الله ولد لوداعه إلى ولاية لعصابه كمنسق للحملة الدعائية للاستفتاء المرتقب حيث يترأس انطلاقة الحملة منتصف هذه الليلة ، وهو الأمر الذي فاجأ سكان مدينة كيفه إذ هو قرار ينكئ جراحهم ويستفزهم ويسيئ إلى مشاعرهم ويفجر غضبهم لما يرمز إليه من تحد سافر وازدراء كبير.
إنه شيئ يترجم بالنسبة لهم وجها آخر من التعامل معهم بأبشع أصناف الاحتقار والإهانة من طرف الحكومة وحزبها.
سكان ثاني أكبر مدينة في البلاد (كيفه ) تعيش وللسنة الثالثة كارثة عطش غير مسبوقة في تاريخها الممتد مائة وعشر سنوات حيث هاجر الناس وتحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي وصار الماء سلعة غالية تخضع للتهريب ومضاربات السوق وعانقت أسعاره أسعار البنزين والسكر والزيت.
وفي ذروة الصيف يدفع إليهم بوزير المياه ذاته ، وهم الذين استقبلوا على مدى سنوات العطش الثلاث سيلا من الأكاذيب والوعود الفارغة في شأن سقايتهم ابتداء من كذبة ضخ المياه من فم لكليته مرورا بقصة السدود المحلية على لسان رئيس الجمهورية ،فحكاية بحيرة كنكوصه، ثم اظهر قبل أن يتردد خيار النهر، وانتهاء بسكوت مطبق.
في هذا الظرف الكئيب يأتي وزير المياه وهو من رفضت وزارته مؤخرا ربط آبار نكط بشبكة مياه المدينة بحجة أن الدولة غير مستعدة للانفاق على حل غير نهائي.
هو التحلل من الخجل وامتلاك أقوى درجات الاستهتار بأهل هذه المدينة المنكوبة التي لا يترك عويل أطفالها العطاش سبيلا للنوم .
تريد هذه الحكومة الإمعان في احتقار هؤلاء السكان والدوس على كرامتهم باختيار وزير العطش بعينه للاجتماع بهم والتحدث معهم .
سيحثون السكان بواسطة هذا الوزير غير المرحب به بالتصويت على التعديلات رغم أنفهم ورغم ما تفعله هذه الحكومة من إقصاء وتهميش في حقهم.
إنه أيها "الكيفيون" وزير المياه ذاته لا وزير الصيد أو الصناعة .
ستتنادون بالطبع كما فعلتم مرات ومرات خلف المنتخبين والوجهاء والأطر وتملأون صنايق الاقتراع حتى الثمالة وذلك استمرارا بالعبث بمصالحكم وتدميرا لمستقبلكم.
سيرسل شعب مدينة كيفه هذه المرة أيضا إشارات جديدة تنم عن كامل الرضا وأنهم شاربون وآكلون وأن كل شيء على ما يرام.
لن تحترم هذه الحكومة غير المسؤولة، الكاذبة الخاطئة سكان مدينة كيفه قبل أن يحترموا أنفسهم ولن تقدم لهم أي حسنة قبل أن ينتزعوها بالتحدي والرفض والعصيان "والعين الحمراء".
إن شعبا لا يستفيد من التجارب والدروس ولا يأخذ العبر من التاريخ سيظل دمى تافهة في أيدي الحكام المستبدين وهو ماض لا محالة نحو الضياع والتردي والفناء.
وكالة كيفه للأنباء