يواجه المنمون في المناطق الجنوبية المحاذية للحدود المالية مشاكل كبيرة جراء شح المياه مما يفاقم مشاكل المنمين في هذا الظرف الخاص الذي يتميز بالحرارة ويهدد بهلاك المواشي بهذه المنطقة الرعوية الشاسعة التي يعيش على ريع ثروتها الحيوانية أكثر من 70% من السكان.
آلاف المنمين يتواجدون اليوم في مثلث رعوي كبير يقع شرق كنكوصه باتجاه الحدود المالية ورغم توفر غطاء عشبي معقول في بعض الجيوب فإن ما يؤرق هؤلاء المنمين هو نقاط المياه حيث يلجأون إلى حفر "حسيان" تقليدية تسمى محليا "أسوانه" بمبالغ كبيرة تتجاوز في فصل الصيف 100 ألف أوقية كما يحرم هؤلاء من الاستفادة من مناطق رعوية شاسعة لانعدام المياه مما يدفعهم إلى التزاحم في منطقة واحدة.
يتناغم عطش المواشي المنتجعة مع عطش آلاف القرويين الذين يسكنون في تلك المنطقة حيث تنعدم الشبكات المائية والآبار الارتوازية ويظل السكان يشربون من حفر و"حسيان" شبيهة بمياه المستنقعات كما يلجأ أولئك الذين هم على تماس مع الحدود المالية إلى جلب مياه الشرب بطرق شاقة ومن مسافات بعيد من القرى المالية التي تحظى بوضع أحسن.
أحمدو ولد أب مهتم بالتنمية : يرى أن فقدان المياه في هذه المنطقة الهامة من موريتانيا لا يترك مجالا لتقدمها ونمائها وأنه أمر يرهق السكان ولن تتحقق معه تنمية حيوانية ولا زراعية وشدد على أن الحل هو بناء آبار عميقة تضخ بالطاقة أو بالبنزين في مختلف القرى ومناطق العشب.
أما عمدة بلدية تناها السيد محمد فال ولد باب فقد قال أن الدولة الموريتانية حلت مشكلة الشراب لعدد من القرى وفي طريقها لفعل المزيد ،ولا تزال قرى أخرى تواجه المشكل، مبرزا أن الحلول العاجلة والناجعة في تلك المناطق هو حفر آبار ارتوازية تعمل بالطاقة الشمسية كما يرى أنه خلق نقاط مياه في المراعي الطاردة بسبب العطش سوف يمكن المنمون من استغلال كافة الأراضي مثل ما هو حاصل في بئر"ول اقركان" الذي شيد في الخطة الاستعجالية 2012 ومكن من حل الكثير من المشاكل للمنمين.
ومن قرية "أفريفيره" التابعة لبلدية هامد يتحدث ولد اسويلك قائلا: حياتنا هي جحيم بسبب العطش، نبيت عند هذه البئر ونقضي يومنا لملئ أشياء تافهة أما القطعان فنوجهها إلى أماكن لا تصلح مياهها لشراب البشر وهنا أطلب من السلطات ومن الخيرين حفر "صونداج" في قريتنا ذلك هو ما نطمح إليه.
وحول نفس الموضع تتحدث خاله بنت مربه القاطنة بقرية "التنكال" بنفس البلدية فتقول: نحن نشرب من حفر طينية تشرب منها الذئاب والكلاب ومختلف الحيوانات منذ أكثر من 30 سنة ولقد مللنا من مطالبة الحكومة بحفر آبار وخلق شبكات مائية تنسينا في هذا العذاب.
بدوره لا تعرف قرية "حرج الشمس" لصاحبها السيد "بوده" جرعة ماء صافية منذ نشأتها قبل 29 سنة وظلت تشرب من حفر طينية تحمل مياهها النساء في جولات يومية.
ويشن المنمي محمد محمود ولد احمود المتواجد قرب بلدة "أمعركوب" في بلدية بلاجميل هجوما لاذعا على السلطات والمنتخبين بسبب تقاعسهم وتفرجهم على ما يعانيه المنمون من عطش في مناطق الانتجاع بالجنوب وطالب بحفر "صونداجات" بالمنطقة التي تستقبل كل صيف مواشي ولاية لعصابه.
يتواجد بولاية لعصابه حسب آخر إحصائية قيم ما يناهز1.950.000 رأسا من الغنم وأكثر من 185.000 من الإبل وكذلك 250.000 بالنسبة للبقر.
وهي ثروة هائلة تشكل سلة غذاء الآلاف الذين لا يعرفون سبيلا للحياة بغير مواشيهم وتشخص عيونهم إلى الحكومة في قلق مطبق آملين أن تدرك الأهمية القصوى لهذه الثروة وحجم الأضرار وعمق المعاناة التي ستترتب على ضياعها، وهم مجمعون أن الحل يتمثل في حفر عدد كاف من الآبار الارتوازية المجهزة بالطاقة الشمسية في كافة القرى العطشاء وعمل نفس الشيئ في المناطق الرعوية ذات الأهمية.
فهل تستجيب السلطات لنداءات هؤلاء فتتحرك بالسرعة والمستوى الذي يناسب الوضع وتدشن مشروعا كبيرا لخلق شبكات مياه في عشرات القرى العطشاء في جنوب الولاية وحفر آبار ارتوازية في كافة الجيوب التي تتوفر على مراع .؟
عند "حسيان" تناها